وقال العلامة المظفر - رحمه الله - في جوابه: (إن الإطلاق مع عدم القرينة على الخصوص يفيد العموم في مثل المقام، ألا ترى أن كلمة الشهادة تدل على التوحيد؟ وبمقتضى ما ذكره ينبغي أن لا تدل عليه لامكان الاستفسار بأنه لا إله إلا هو في كل شئ أو في السماء أو في الأرض، إلى غير ذلك فلا تفيد نفي الشرك مطلقا، وهذا لا يقوله عارف (1).
ومن تلك الشبهات: أنه خبر واحد من أخبار الآحاد لأنه رواه أنس ابن مالك وحده.
وأجابه الشيخ المفيد - رحمه الله -: بأن الأمة بأجمعها قد تلقته بالقبول ولم يروا أن أحدا رده على أنس ولا أنكر صحته عند روايته، فصار الاجماع عليه هو الحجة في صوابه مع أن المتواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين عليه السلام احتج به في مناقبه يوم الدار فقال: (أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء أحد غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: اللهم اشهد).
فاعترف الجميع بصحته، ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام ليحتج بالباطل لا سيما وهو في مقام المنازعة (2).
ولنختم بنقل كلام عن العلامة المجلسي - رحمه الله -:
قال (ره) بعد ذكر أخبار الطير: (اعلم أن تلك الأخبار مع تواترها واتفاق الفريقين على صحتها تدل على كونه - صلوات الله عليه - أفضل الخلق وأحق بالخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. أما دلالتها على كونه أفضل فلأن حب الله تعالى ليس إلا كثرة الثواب والتوفيق والهداية المرتبة على كثرة الطاعة والاتصاف بالصفات الحسنة كما برهن في محله أنه تعالى منزه عن الانفعالات والتغيرات، وإنما اتصافه