واضحة على أن عليا عليه السلام أحب الخلق إلى الله، وأدل الدلالة على ذلك إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال عز وجل: (ادعوني فاستجب لكم (1). فأمر بالدعاء ووعد بالإجابة، وهو عز وجل لا يخلف الميعاد، وما كان الله ليخلف رسله وعده، ولا يرد دعاء رسوله لأحب الخلق الميعاد، وما كان الله ليخلف رسله وعده، ولا يرد رسوله لأحب الخلق إليه، ومن أقرب الوسائل إلى الله تعالى محبته ومحبة من يحبه لحبه كما أنشدني بعض أهل العلم في معناه:
بالخمسة الغر من قريش وسادس القوم جبرئيل بحبهم رب فاعف عني بحسن ظني بك الجميل (2) العدد الموسوم في هذا البيت أراد بهم أهل البيت أصحاب العلاء الذين قال الله تعالى في حقهم: (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (3) وهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين:، وسادس القوم جبرئيل.
الثانية: إن أكثر هذه الأحاديث لا تذكر مصدر هذا الطبر المشوي الذي أكل منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكل معه علي عليه السلام وإن ذكر في بعضها، فإنك شاهدت ألفاظ الأحاديث التي مرت عليك، فقيها (قدم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أهدي قرب ووضع بين يديه) وما شابه ذلك، فهل كان هذا الطير من أطيار الدنيا أو من طيور الجنة؟
يظهر من بعض الأحاديث أن هذا الطير من أطيب طعام الجنة أتى به جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كالخبر الذي أخرجه العلامة المجلسي - رحمه الله - ضمن حديث طويل عن علي عليه السلام في البحار، ج 38، ص 348.
ويستفاد أيضا من هذا الحديث أن عائشة كانت تمنع الإمام عليه السلام من الدخول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعمدة في هذا الباب أن هذه الفضيلة من خصائص