تعالى للناس بدليل وجداني فإنه آكد من اللفظ وأقوى في الحجة، كما عرفهم نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم أن عليا حبيب الله في قصة خيبر بإخبارهم أنه يعطي الراية من يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، وأن الفتح على يده، على أنه يكفي في المناسبة رغبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يأكل مع أحب الخلق إلى الله وإليه (1).
ومما قال ابن تيمية الحراني: (إن الحديث يناقض مذهب الرافضة فإنهم يقولون: إن النبي كان يعلم أن عليا أحب خلق إلى الله، وأنه جعله خليفة من بعده وهذا الحديث يدل على أنه ما كان يعرف أحب الخلق إلى الله (2).
والجواب من العلامة المظفر -، -: (إنا لا نعرف وجه الدلالة على أنه لا يعرفه، أتراه لو قال: ائتني بعلي يدل على عدم معرفته له (3)؟ وكيف لا يعرفه وقد قال كما في بعض الأخبار: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلى). وقال لعلي في بعض آخر: (ما حسبك علي)؟ وقال له في بعضها: (ما الذي أبطأ بك)؟ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عارفا به لكنة أبهم ولم يقل: ائتني بعلي، ليحصل التعيين من الله سبحانه فيعرف الناس أن عليا هو الأحب إلى الله تعالى بنحو الاستدلال).
ومن الشبهات حول هذا الحديث ما في المواقف وشرحها وهو أنه لا يفيد أنه عليه السلام أحب إليه في كل شئ لصحة التقسيم وإدخال لفظ الكل والبعض ألا ترى أن يستإنه يصح فسر إن يستفسر ويقال: أحب إليه في كل الأشياء أو في بعض الأشياء؟
فلا يدل على الأفضلية مطلقا.