منها ذنوبا أو ذنوبين ثم قال ابدؤا بما بدء الله عز وجل به فأتى الصفا فبدأ به ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا، فلما قضي طوافه عند المروة قام فخطب أصحابه وأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شئ أمر الله عز وجل به فأحل الناس وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ولكن لم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدى الذي معه ان الله عز وجل يقول:
(ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله) فقام سراقة بن مالك بن جشعم الكناني فقال: يا رسول الله علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لكل عام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا بل للأبد، وان رجلا قام فقال يا رسول الله نخرج حجابا ورؤوسنا تقطر من النساء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إنك لن تؤمن بها ابدا وأقبل علي عليه السلام من اليمن حتى وافي الحج فوجد فاطمة عليها السلام قد أحلت ووجد ريح الطيب فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مستفتيا ومحرشا على فاطمة عليها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي بأي شئ أهللت؟ فقال أهللت بما أهل النبي صلى الله عليه وآله فقال لا تحل أنت، وأشركه في هديه وجعل له من الهدى سبعا وثلاثين ونحر رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا وستين نحرها بيده، ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ فأكلا منها وحسوا من المرق فقال قد أكلنا الآن منها جميعا فالمتعة أفضل من القارن السايق الهدى وخير من الحج المفرد، وقال:
إذا استمتع الرجل بالعمرة، فقد قضى ما عليه من فريضة المتعة.
وقال ابن عباس: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة.
2 - حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب ابن يزيد عن محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع لما فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الناس هذا جبرئيل وأشار بيده إلى خلفه يأمرني ان آمر من لم يسق هديا أن يحل، ولو استقبلت من