أبي يقول: الحج أفضل من الصلاة والصيام، إنما المصلي يشتغل عن أهله ساعة وان الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، وان الحاج يتعب بدنه ويضجر نفسه وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله، لا في مال يرجوه، ولا إلى تجارة، وكان أبي يقول: وما أفضل من رجل يجئ يقود باهله والناس وقوف بعرفات يمينا وشمالا يأتي بهم الحج فيسأل بهم الله تعالى.
2 - وبهذا الاسناد عن صفوان وفضالة عن القاسم بن محمد عن الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يذكر الحج، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء، أما انه ليس شئ أفضل من الحج إلا الصلاة في الحج، هاهنا صلاة وليس في الصلاة حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه، أما ترى انه يشعث فيه رأسك ويقشف فيه جلدك وتمتع فيه من النظر إلى النساء وإنا نحن هاهنا، ونحن قريب ولنا مياه متصلة ما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنت في بعد البلاد وما من ملك ولا سوقه يصل إلى الحج إلا بمشقة في تغير مطعم ومشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك لقوله تعالى: (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ان ربكم لرؤف رحيم).
(باب 216 - العلة التي من أجلها أطلق للمحرم أن يطرح عنه) (القراد، والحلم) 1 - أبي رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال: سأله رجل فقال: أرأيت إن كان علي قراد أو حلمة اطرحهما عني؟ قال: نعم وصغارا لهما لأنهما رقيا في غير مرقاهما.
(باب 217 - العلة التي من أجلها لا يكون جدالا في بعض الأحيان) 1 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن خالد بن إسماعيل عمن ذكره عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المحرم يريد أن يعمل العمل فيقول له صاحبه: والله لا تعمله، فيقول والله