عتب وذلك أن الله عز وجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء مما يكتفون به ولو علم الله ان الذي فرض لهم لم يكفهم لزادهم، فإنما يؤتي الفقراء فيما أوتوا من منع من منعهم حقوقهم لا من الفريضة.
3 - حدثنا علي بن أحمد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد ابن سنان ان أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله ان علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لان الله تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة من البلوى كما قال عز وجل: (لنبلونكم في أموالكم وأنفسكم) في أموالكم إخراج الزكاة وفي أنفسكم توطين النفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل والطمع في الزيادة مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المساواة وتقوية الفقراء والمعونة لهم على أمر الدين وهي عظة لأهل الغنى عبرة لهم ليستدلوا على فقر الآخرة بهم ومالهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك وتعالى لما خولهم وأعطاهم والدعاء والتضرع والخوف أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة في أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع المعروف.
(باب 91 - العلة التي من أجلها صارت الزكاة من كل ألف درهم) (خمسة وعشرين درهما) 1 - أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن حفص عن صباح الحذاء عن قثم؟ م عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له جعلت فداك اخبرني عن الزكاة كيف صارت من كل ألف درهم خمسة وعشرين درهما لم يكن أقل منها أو أكثر ما وجهها؟ قال: إن الله تعالى خلق الخلق كلهم فعلم صغيرهم وكبيرهم وعلى غنيهم وفقيرهم فجعل من كل الف إنسان خمسة وعشرين مسكينا فلو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم لأنه خالقهم وهو أعلم بهم.