الاقرار بالعهد والميثاق، ثم حوله الله تعالى إلى جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضئ فحمله آدم على عاتقه إجلالا له وتعظيما فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة ثم إن الله تعالى لم أهبط جبرئيل إلى أرضه وبني الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب وفي ذلك المكان تراءى لآدم حين أخذ الميثاق وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن (1) ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحواء إلى المروة فأخذ الله الحجر فوضعه بيده في ذلك الركن فلما ان نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، وان الله عز وجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة لان الله تعالى لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرايص الملائكة وأول من أسرع إلى الاقرار بذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد منه فلذلك اختاره الله تعالى من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق.
(قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب) جاء هذا الخبر هكذا ومعنى قوله إن الله اهبط إلى أرضه وبني الكعبة أهبطهم إلى ما بين الركن والمقام وفي ذلك المكان ثوابه جزيل لآدم فأخذ الميثاق، وأما قوله أخذ الله الحجر بيده فإنه يعني بقدرته.
(باب 165 - العلة التي من أجلها سمي الصفا صفا والمروة مروة) 1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد ابن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمي الصفا صفا لان