ليس عليك أن تردها عليه ولك أن تأخذ قيمة ما بين الصحة والعيب، لكن التأويل فيها متعين {1} لمنافاة ظاهرها لصحة البيع، وفساده فلا يتوهم جواز التمسك بها لصحة هذا البيع، إذ لو كان صحيحا لم يكن معنى لوجوب قيمة مثلها بعد تحقق البيع بثمن خاص.
نعم هي محتاجة إلى أزيد من هذا التأويل بناء على القول بالفساد بأن يراد من قوله باعنيها بحكمي قطع المساومة على أن أقومها على نفسي بقيمتها العادلة في نظري حيث إن رفاعة كان نخاسا يبيع ويشتري الرقيق فقومها رفاعة على نفسه بألف درهم. أما معاطاة وأما مع انشاء الايجاب وكالة والقبول أصالة، فلما مسها وبعث الدراهم لم يقبلها المالك لظهور غبن له في البيع وأن رفاعة مخطئ في القيمة، أو لثبوت خيار الحيوان للبائع على القول به
____________________
وقد استدل صاحب الحدائق رد لما ذهب إليه بصحيح (1) رفاعة النخاس المذكور في المتن {1} وأورد عليه المصنف قدس سره: بأن التأويل فيه متعين لمنافاة ظاهره لصحة البيع وفساده، إذ لو كان البيع صحيحا لزم تعين المسمى دون القيمة الواقعية، فلماذا أمر (عليه السلام) بتقويم الجارية بقيمة عادلة؟ وإن كان فاسدا فلماذا حكم بتعين ما بعث إليه إن كانت القيمة الواقعية أقل؟ ولهذا التزم بأنه يحمل على إرادة التوكيل في التقويم والبيع بعده بما يتعين في نظره لا بالقيمة الواقعية، والأمر برد ما نقص إنما هو من جهة خيار الغبن، فكما أنه إذا عين الموكل القيمة فظهر الغبن له الخيار كذلك إذا عينها الوكيل، وإنما عين ذلك من جهة أنه حيث لا حاجة للموكل في الجارية والوكيل محتاج إليها