عنه لقوة قوى أكبادهم وقلوبهم ولأن أخلاطهم ليست بعاصية شديدة الغلظ ولذلك يعافون عن التشنج اليابس بسرعة لرطوبة مزاجهم ورطوبة غذائهم واما البالغون فلا يسهل أحد الامرين فيهم على أنه قد يعرض للصبيان تشنج ردئ عقيب الحميات الحادة وتكون معه العلامات التي تذكر فقلما يتخلصون منها واما من جاوز سبع سنين فلا يتشنج الا لحمى صعبة جدا ومن التشنج ما يعرض للخوف والسبب فيه ان الروح الباسط يغور دفعة ويستتبع العضل متحركة إلى المبادئ ثم تجمد على هيئتها ومن التشنج ما يقع بسبب الاعتماد على بعض الأعضاء وهو منقبض فتنصب إليه مادة وتحتبس فيه وفي هيئته وعلى هندام انقباضه وربما كان عن ضربة فعلت ذلك أو حمل ثقيل أو نوم على مهاد صلب وهذا مما يزول بنفسه وربما كان هذا الخدر يصيب العضو لامتلاء من مادة منصبة نزاحم الروح المحرك وتمنع نفوذه فلا يمكن أن يحرك إلى الانبساط وإذا عادت لقوة وفرقت المادة انبسط وقد يكون من الامتداد مثله وهذا كثيرا ما يكون بعد النوم عند الانتباه إذا بقيت الأعضاء المقبوضة لا تتمدد لان الروح أيضا في النوم أكسل فلا يلج في الانبساط لميله إلى الاستيطان وأما التشنج اليابس فمنه ما يكون عقيب الدواء المسهل وهو ردى جدا وكذلك عقيب كل استفراغ ومنه ما يكون أيضا عقيب الحميات المحرقة أو خصوصا في حميات السرسام وعقيب الحركات العنيفة البدنية والنفسانية كالسهر والغم والخوف وذلك مما يقل التخلص عنه وقد يكون من التشنج ما يعرض في الحميات مع ذلك وليس بردئ جدا وهو الذي يكون من تسييلها المواد في العضب والعضل وخصوصا إذا كان البدن ممتلئا وربما عرض ذلك فيها بمشاركة فم المعدة ويزيله القئ ومثل هذا التشنج من الحميات ليس بذلك الصعب الردئ انما الصعب الردئ ما كان في الحميات المحرقة والسرسام الذي يجفف العصب والعضل ويشوي الدماغ وما كان في الحميات المزمنة الذي يجفف العصب والعضل بل الدماغ ويفنى الرطوبة الغريزية فيشنج وقد يكون من هذا اليابس ما يكون ويبطل سريعا والسبب فيه يبوسة الدماغ للضعف فيتبعه يبوسة الأعصاب فإنه إذا أصاب الدماغ أدنى سبب مجفف استرجع الرطوبة من الأعصاب والنخاع فانقبضت الأعصاب ثم إذا عنيت الطبيعة بإفادة الدماغ كافية عادت الأعضاء مطبعة للانبساط بتكلف وكما يقع من شدة برد فإنه كثيرا ما يقع التشنج لبرودة الدماغ ومشاركة العضل له والتشنج المؤي هو الكائن عن اليبوسة ومن التشنج الكائن باليبوسة ما يكون بنوع جمود الرطوبة فيقل حجمها ويتكاثف جدا فيشنج العضو كما يقع من شدة البرد وكما يقع لمن شرب الأدوية المخدرة كالأفيون وأما التشنج الكائن بسبب الأذى فكشنج شارب الخربق فإنه يشنج بعد الاسهال باليبوسة ويشنج أيضا قبله لمضادته وسميته فيؤذي العصب اذى شديدا ينقبض معه ومن هذا القبيل تشنج من قاء خلطا زنجاريا نكأ فم المعدة والتشنج الكائن بسبب قوة حس فم المعدة إذا اندفع إليه مرار والتشنج الكائن بمشاركة الدماغ للرحم في أمراضها والمثانة وغير ذلك والتشنج الكائن عن لسعة العقرب والرتيلاء والحية على العصبة وقريب من هذا التشنج العارض بسبب الديدان ومن التشنج الردئ ما كان خاصا في الشفة والجفن واللسان فيعلم ان سببه من الدماغ نفسه وإذا مال البدن في تشنجه إلى قدام فالتشنج في العضلات المتقدمة أو إلى خلف فالتشنج في عضلات الخلف أو مال
(٩٦)