يقع وقوعا متضادا الا أن التشنج يكون إلى جهة واحدة فإذا اجتمع تشنجان في جهتين متضادتين صارا تمددا كمن يعرض له التشنج من قدام وخلف جميعا فيعرض له من الحركتين المتضادتين في أعضاء بدنه أن يتمدد ولما كان هذا التمدد تشنجا مضاعفا وجب أن يكون أحد من التشنج البسيط فيكن بحرانه أسرع وقد يكون هذا المضاعف ليس من تسخين بل من تمددين ولا يخلو التشنج في أكثر الامر من وجع شديد وأسباب الكزاز شبيهة بأسباب التشنج من وجه مخالفة لها من وجه اما مشابهتها لها فلان الكزاز قد يكون من امتلاء وقد يكون من يبوسة وقد يكون لاذى يلحق الأعضاء العصبية وقد يكون من أورام وأما مخالفته له فلان التشنج في النادر يكون من الريح والكزاز كثيرا ما يكون عن ريح ممدة بل الكزاز الذي هو مركب من تشنجين قد يكون كثيرا من الريح إذا استولى على البدن ويكون مع ذلك علة صعبة وان كان التشنج المفرد العارض في عضو واحد من الريح فلا يكون صعبا وذلك لان هذا يكون لاستيلاء الريح على البدن كله وقد كان التشنج المفرد إذا غلب معه الريح كان هناك خطر وعلامة موت فكيف المضاعف ويخالف من وجه آخر وهو أن السبب في التشنج المادي كان يقع في موضع من العصب وقوعا على هيئة تمنع الانبساط لأنه يمدد الليف عرضا أو يقبضه إلى أصله فيتشنج وأما السبب في الكزاز المادي فان وقوعه في الخلاف فإنه اما أن تكون الرطوبة الكازة جرت خلال الليف ثم جمدت وبقيت على الصلابة فيعسر رجوعها إلى الانقباض أو تكون وقعت فملأت الليف من غير أن تختلف نسبتها من نسبة الليف بل وقعت على امتداد الليف فعرضت من غير أن نقصت من الطول نقصانا لكنها تحفظ الطول بميلها للفرج وأما التشنج فان المادة الفاعلة له مختلفة الوضع في خلل العصب غير نافذة فيها نفوذا متشابها ولا نفاذا كثيرا ويشبه أن يكون نفوذ مادة الكزاز الذي على هذه الصفة يشبه نفوذ مادة الاسترخاء الا أن تلك المادة رقيقة مرخية وهذه جامدة صلبة لا تدع العضو ان ينعطف وينقبض واما أن تكون المادة في الكزاز لم تقع في واسطة العضلة أو الوتر والعصبة ولكن في مبدئه فحفرت العصب أو الوتر طولا فهو لا يقدر على أن ينقبض واما ان يكون هناك ورم واما ان تكون المادة وقعت خلال الليف وقوعا إذا قبضت احتاجت إلى أن يتضاغط لها الليف ويتأذى ويوجع واما ان يكون السبب الموجع والمؤذي مادة أو غير مادة وقعت في مبادئ العضل أو الأوتار فهي تهرب عنها طولا كما يقع عن نوع من الكزاز عقيب القئ العنيف والاستفراغ الكثير للأذى لان الأوتار والعصب تتأذى عن المعدة هذا وان كان السبب في الكزاز اليبوسة فيكون لان العضل اما انتقص عرضا بانحلال الرطوبات ازداد طولا وتقبضت منه المنافذة فتعسر نفوذ قوة المحركة فيها فضعفت عن نقل الأعضاء إلى التقبض وخصوصا إذا أعان التصلب الحادث عن الجفاف على العصبات وأما مثله من التشنج اليابس فقد ينقص من الطول والعرض جميعا على سبيل الاستواء فلذلك كان التشنج اليابس أردأ من الكزاز اليابس وكما أن الاسترخاء ربما وقع للقطع فكذلك التمدد قد يقع للجراحة إذا عرضت فتأذت العضل عن الانقباض والكزاز قد يقع منه شئ عظيم قوى بسبب قوى ومادة قوية كثيرة وقد يقع على
(١٠١)