ولا تكون الأعضاء لينة كما في الفالج المطلق وان كانت المادة مع دم دلت عليه الأوداج والعروق والعين وامتلاء النبض والدلائل المتكررة مرارا وان كان من رطوبة مجردة عليه البياض والترهل وان كان عقيب قولنج أو حميات حادة دل عليه القولنج والحميات الحادة واما ان كان سببه سوء مزاج مفرد باردا أو رطب فان لا يقع دفعة ولا يكون هناك علامات أخرى ويحكم عليه باللمس والأسباب المؤثرة في العضو * قيل إذا رأيت بول الصبي اخضر فانذر منه بفالج أو تشنج * (المعالجات) * يجب ان يكون فصدك في أمراض العصب الخمسة أعني الخدر والتشنج والرعشة والفالج والاختلاج قصد مؤخر الدماغ ولا تعجل باستعمال الأدوية القوية في أول الامر بل اخر إلى الرابع أو السابع فان كانت العلة قوية فإلى الرابع عشر وفي هذا الوقت فلنقتصر على أشياء لطيفة مما يلين وينضج ويسهل والحقن لا باس بها في هذا الوقت ثم بعد ذلك فاستفرغ بالمستفرغات القوية واما تدبير غذائهم فإنه يجب ان تقتصر بالمفلوج في أول ما يظهر على مثل ماء الشعير وماء العسل يومين أو ثلاثة فان احتملت القوة فإلى الرابع عشر فان لم تحتمل غذيته بلحوم الطير الخفيفة واجتهد في تجويعه واطعامه الأغذية اليابسة عليه ثم تعطشه تعطيشا طويلا وينفعهم الانتقال بلب حب الصنوبر الكبار لخاصية فيه واعلم أن الماء خير لهم من الشراب فان الشراب ينفذ المواد إلى الأعصاب والكثير منه ربما خض في أبدانهم فصار خلا والخل أضر الأشياء بالعصب واما ما كان عن التواء أو انضفاط فتعالج بما حددناه في باب لالتواء والانضفاط من بعد وان كان عن سقطة أو ضربة فعلاجه صعب على أنه على كل حال يعالج بان ينظر هل أحدث ذلك الالتواء ورما أو جذب مادة فتعالج كلا بواجبه ويجب ان توضع الأدوية في علاج ذلك في أي عرض كان على مواضع الضربة وعلى المبدأ الذي يخرج منه العصب المتجه إلى العضو المفلوج واما وضع الأدوية على العضو المفلوج نفسه فما لا ينفع نفعا يعتد به وعليك بمنابت الأعصاب سواء كل الدواء مقصودا به منع الورم أو كان مقصودا به الارخاء أو كان مقصودا به التسخين وتبديل المزاج وربما احتيج ان يوضع بقرب العضو المضروب والمتورم الآخذ في الانحلال محاجم تجذب الدم عنه إلى جهة أو إلى ظاهر البدن واما ان كانت العلة هي الفالج الحقيقي الكائن لاسترخاء العصب فالذي يجب بعد التدبير المشترك هو استفراغ مادته بما ذكرناه ورسمناه وحددناه في استفراغ المواد الرقيقة بعينه بلا ريادة ولا نقصان وأنفع ما يستفرغون به حب الفربيون والحب البيمارستاني وحب الشيطرج وحب المتن وأيارج هرمس والتنقية بالخربق الأبيض بحاله أو بعصارة فجل فيه قوته وكذلك سائر الميئات نافعة له وربما درج عليه في ذلك فيسقى الترياق من دانق دانق يزيد يسيرا يسيرا ولا يزاد على الدرهم وقد يخلط بسمسم مقشر وسكر وقد يتناول السكنجبين بحاله والجاوشير بحاله والجندبادستر بحاله بشراب العسل والشربة مقدار باقلاة وهي نافعة لهم جدا ويجب ان يحقنوا بالحقن القوية ويحملوا الشيافات القوية وتمال موادهم إلى أسفل وتمرخ فقارهم بالادهان القوية وينفعهم المروخات الحارة من الادهان والضمادات المحمرة التي تكرر ذكرها مرارا وخصوصا ما إذا بطل الحس وأصل السوسن من الأدوية الجيدة التحمير يحك بحكيكا مروخيا وينفعهم وضع المحاجم على رؤس العضل من غير شرط ولكن بعد الاستفراغ وانما
(٩٣)