ما يليه العصب منه من الأعضاء وان لم يكن من النخاع بل من العصب استرخى ما يخص ذلك العصب ان كان في جل العصب أو في نصفه أو بعض منه استرخى ما يتحرك بما يأتيه من ذلك المؤف بسبب مادة أو انحلال فرد أو ورم ومن الفالج ما يكون بحرا باللقولنج وكثيرا ما يبقى معه الحس لان المادة تكون معه في أعصاب الحركة دون الحس وذكر بعض الأولين ان القولنج عم بعض السنين فقتل الأكثر ومن نجا نجا بفالج مزمن أصابه كان الطبيعة نفضت تلك المادة التي كانت تأتى الأمعاء وردتها إلى خارج وكانت أغلظ من أن تنفذ بالعرق فطجت في الأعصاب وفعلت الفالج وأكثر ما يقع من هذا يكون مع ثبات الحس بحاله ومن الفالج ما يكون بحرانا في الأمراض الحادة تنتقل به المادة إلى الأعصاب وذلك إذا لم تقو الطبيعة للسن أو الضعف على تمام استفراغ فبقيت بواق من المادة في نواحي الدماغ فبقى بعد المنهى صداع وثقل رأس ثم دفعته الطبيعة دفع ثقل لأدفع استفراغ تام فأحدثت فالجا ونحوه وأكثر ما يعرض الفالج يعرض في شدة برد الشتاء وقد يعرض في الربيع لحركة الامتلاء وقد يعرض في البلاد الجنوبية لمن بلغ الخمسين سنة ونحوه على سبيل نوازل مندفعة من رؤوسهم لكثرة ما يملا المزاج الجنوبي الرأس ونبض المفلوج ضعيف بطئ متفاوت وإذا أنهكت العلة القوة ضعف النبض وتواتر ووقعت له فترات بلا نظام والبول قد يكون فيه على الأكثر أبيض وربما احمر جدا لضعف الكبد عن تمييز الدم عن المائية أو ضعف العروق عن جذب الدم أو لوجع ربما كان معه أو لمرض آخر يقارنه وقد يعرض ان يكون الشق السليم من الفالج مشتعلا كله في نار والآخر المفلوج باردا كأنه ثلج ويكون نبض الشقين مختلفا يكون نبض الشق البارد سقطا إلى ما توجبه احكام البرد وربما تأدى إلى أن تصغر العين من ذلك الشق وما كان من الأعضاء المسترخية والمفلوجة على لون سائر البدن ليس يصغر ولا يضمر فهو أرجى مما يخالفه وقد ينتقل إلى الفالج من السكتة ومن الصرع ومن الفالج ومن اختناق الأرحام ومن الحميات المزمنة على سبيل البحران أيضا والفالج الحادث عن زوال الفقار قابل في الأكثر والذي عن صدمة لم يدق العصب دقا شديدا فقد يبرأ فان أفرط لم يرج أن يبرأ والذي يرجى منه يجب أن يبدأ فيه بالفصد وقد ذكرنا كيف تنبسط مادة الفالج إلى السكتة وبالعكس * (العلامات) * اما أن كان عن التواء أو سقطة أو ضربة أو قطع فالسبب يدل عليه وربما خفى السبب في القطع إذا كان العصب غائرا فيدل عليه انه يقع دفعة ولا ينفعه تدبير واما الذي بقبل العلاج فهو ما ليس عن قطع بل مع ورم ونحوه وان كان عن ورم حار فالتمدد والوجع والحمى يدل عليه وان كان عن ورم صلب فيدل عليه اللمس وتعقد محسوس في العصب ووجع متقدم فإنه في الأكثر بعد ضربة أو التواء أو ورم حار واما ان كان عن ورم وخوفا فالاستدلال عليه شاق الا انه على الأحوال لا يخلو عن وجع يسير وخدر وعن حمى لينة وعن زيادة الوجع ونقصانه بحسب الحركات والأغذية ولا يكون حدوثه دفعة ومن جميع هذا فان العليل يحس عند إرادة الحركة كان مانعا له في ذلك الموضع بعينه واما الفالج الكائن عن الرطوبة لفاشية فيحس صاحبه بسبب فاش في جميع العضو المفلوج واما الكائن عن غلظ العصب فيدل عليه عنها ارتداد العضو عن قبض يتكلفه العليل ان أمكنه أو يفعله غير إلى الانبساط والاسترخاء
(٩٢)