مدا بل شدها إلى الفخذين شدا من فوق بحيث لا تصعد وان كانت ملتصقة بقعر الرحم فتلطف في ابانتها بتحريك خفيف إلى الجوانب لتسترخي الرباطات ويجب ان لا يقع في ذلك عنف أصلا وان كان احتباسها لشدة انسداد أو انقباض فم الرحم احتيل لتوسيعه اما بالأصابع واما بصب قيروطيات حادة مرخية فيه على أقرب هيئة من نصبة المرأة يمكن فيها وربما كان اضطجاعها أوفق لذلك وقد يعين على ذلك ضمادات ومروخات ملينة من خارج تحت السرة والقطن وربما كفى لطخ إصبع القابلة ثم دبر بالتدابير المعطسة والبخورات والابزنات والمشروبات واحتيل بكل حيلة فإنها في أدنى مدة تعفن وتنتن وتسقط واستعن بالمدرات القوية واستعمل لها ابزن طبيخ الأشنان فإنه يسقطها ومما يسقطها ان يصب في الرحم مرهم الباسليقون فإنه يعفنها ويخرجها وإذا خرجت استعمل دهن الورد ونحوه ومما يعين على ازلاقها ان تسقى ماء الورد مذرورا عليه الخطمي وان تسقى أو تحتمل شيئا من ذرق البازي واستعمل عليها ما ذكر من الأدوية المسقطة للجنين والفرزجات والبخورات ومن البخورات الجيدة خربق أبيض يتبخر به وزبل حمام يتبخر به والزراوند يتبخر به ومن القدماء من أمر القابلة بأن تلف يدها بخرق وتدخلها وتأخذ المشيمة وهذا علاج يؤلم فإذا لم تخرج المشيمة فإنها تعفن وتخرج بعد أيام الا أن النفساء تعرض لها حالة خبيثة لأبخرة رديئة تصعد من المشيمة إلى الدماغ والقلب والمعدة فيجب أن تستعان على رد أذاها بالبخورات العطرة ويشرب الميسوسن ودواء المسك وتستعمل الطلاء على القلب والمعدة والأدوية القلبية العطرة وقال بعض الحكماء في اخراج المشيمة قولا حكيناه بلفظه قال لاوبيدوس فان بقيت المشيمة في الرحم بعد اخراج الجنين فان كان فم الرحم مفتوحا وكانت المشيمة مطلقة قد التفت وصارت مثل الكرة في جانب الرحم فخروجها سهل وينبغي أن تسخن اليد اليسرى وتدهن وتدخل في العمق وينتش بها حتى توجد المشيمة لاصقة في عمق الرحم وينبغي ان لا تجذب على الحذاء لأنا نخاف من ذلك انقلاب الرحم ولا تجذب شديدا بل ينبغي أولا ان تنقل برفق إلى الجوانب يمنة ويسرة ثم يزاد في كمية الجذب فإنها تجيب حينئذ وتتخلص من الالتصاق وان كان فم الرحم منضما استعمل أنواع العلاج التي ذكرناها وان لم تكن القوة ضعيفة فلتستعمل أشياء تحرك العطاس والبخورات بالأفاويه في قدر فان انفتح فم الرحم فإنك تدخل اليد وتخرجها على ما ذكرنا وان لم تخرج المشيمة بهذه الأشياء فلا تقلق من ذلك فإنها بعد أيام قليلة تتحرك وتسيل كمثل مائية الدم لكن رداءة رائحتها تصدع الرأس وتفسد المعدة وتكرب فبالحري ان تستعجل وينبغي ان لا يقتصر في استعمال الدخنة بالأشياء الموافقة لذلك قال وقد جربنا في ذلك دخنة الحرف والتين اليابس وقال غيره قولا كتبناه على وجهه أيضا * (وهو هذا) * ان تجعل أدوية حريفة نحو السذاب والفراسيون والقيصوم ودهن السوسن ودهن الحناء قدر ما يبل الأدوية اليابسة تجمع ذلك كله في قدر جديدة وتغطى رأسها وتثقب فيها ثقبا صغيرا وتدخل في الثقب أنبوبة وتدخل النار تحتها فإذا غلت غلية واحدة فارفعها وضعها على جمر وقربها إلى الكرسي الذي تجلس عليه المرأة وتوضع الأنبوبة في فرجها وتغطى بثياب كثيرة من نواحيها لئلا يخرج من البخار شئ وتترك على تلك الهيئة ساعتين حتى تستقل المشيمة وان لم يكف ذلك وضعف البخار عن
(٥٧٨)