الاجزاء فيها والآلية وانحلال الفرد أما الأمراض المتشابهة الاجزاء فيها فكل واحد من أصناف سوء المزاج المفرد والمركب أكثره من برد وقد يكون كل واحد من ذلك تغير مادة وقد يكون مع مادة سوداوية أو صفراوية أو بلغمية من بلغم فج أو ريحية وكثيرا ما يحتبس اسهال مراري فيعقبه صمم ولا يبعد ان يكون كذلك في اسهالات أخرى وقعت بالطبع فحبست ومنعت في الوقت وأما الآلية في العصب فمثل سدة يوجبها خلط أو مدة أو ورم من دبيلة أو ورم حار أو صلب أو غشاوة من وسخ أو ترهل أو نفخة وانحلال المفرد منها قد يكون من قرحة أو تأكل وأما الكائن بسبب المجرى فأكثره عن سدة بسبب بدني أو بسبب من خارج والبدني مثل ثؤلول أو ورم أو لحم زائد أو دود أو كثرة وسخ أو خلط غليظ أو صملاخ أو جمود مدة من ورم انفجر أو دود وأما الخارجي فمثل رمل أو حصاة أو نواة يدخلها أو جمود دم سال عن الاذن بعضه وبقى بعضه وذلك قد يقع بغتة وقد يعرض قليلا قيلا وقد تعرض آفة للسمع على طريق البحران وعلى سبيل انتقال المادة في آخر الأمراض الحادة وعندما يبقى بعد زوال الحمى ثقل الرأس وقد تكون الآفة التي هي من هذا الباب اما على سبيل عرض يزول كما يكون عند حركات البحران واما على سبيل عارض ثابت بان يكون هو من نفس دفع البحران أعني ان يكون البحران قد دفع المادة إلى ناحية الاذن فأقرها فيها ليس انما يخبرها بها على سبيل المجاورة وكثيرا ما تنذر هذه العرضية بقئ أو رعاف وكثيرا ما يبطله الاسهال * (العلامات) * أما الكائن بشركة الدماغ فيدل عليه الحال في الحواس الأخرى ومشاركتها السمع فيه ومشاركة قوى الحركة أيضا إياه وأدل الدلائل عليه مشاركة اللسان وخصوصا إذا كان عقيب السرسام وعقيب اختلاط العقل وبعد آفات دماغية مزاجية وغيرها مما قيل في باب الدماغ وأما إذا كان خاصا بالعصب فيستدل عليه بسلامة الدماغ والثقبة وسلامة منافذ السمع والعهد باستمرار سلامة السمع من قبل وان كان السبب دبيلة أو رماح ارا في نفس العصب دل عليها الحميات يكون معها نافض وقشعريرة ويلزمها حمى واختلاط عقل وهذيان وفيه خطر الا ان ينفتح فان لم يكن الورم في نفس العصبة لم يجب ان يكون حمى الا على حكم حمى يوم وكان تمدد ووجع وثقل وضربان وأما الوجع والثقل فيشترك فيه جميع ما كان من ورم ومادة حيث كان وان كان السبب رياحا دل عليها دوي وطنين غير مفارق للثقل وان كان قرحة وبثور فيدل عليه حكة مع الوجع وأما السدة فقد تكون كثيرا بلا ثقل وقد تكون مع ثقل وإذا لم يكن ثقل وكانت آفة ولم يكن هناك سوء مزاج قاهر فهو من السدة والتدبير المتقدم قد يدل عليه فان كانت السدة من دمل ونحوه دل عليها الضربان وان كانت من دم دل عليها سيلان الدم المتقدم وما كان من سوء مزاج مفرد دل عليه وجع في العمق بلا ثقل ولا تمدد فان كان باردا تأذى بالباردات واشتد في أبرد آخر النهار وان كان حارا كان بالضد وأحس بالتهاب ولذع فان كان هناك مادة أحس مع ذلك بثقل وخصوصا عند السجود وما كان من يبس فعلامته انه يكون بعد السهر والصوم ومع ضمور الوجه والعين وما كان سببه الدود دل عليه دوام الدغدغة مع خروج الدود في الأحيان * (المعالجات) * نقول أولا انه يجب أن يكون جميع ما يقطر في الاذن فاترا غير باردا ولا حارا هذا قول كلي ثم نفصل الامر فيه فاما المراري منه فيجب ان يستفرغ فيه
(١٥٠)