أو برد ذي مادة أو غير ذي مادة أو لغلبة حرارة مادية أو غير مادية واما ان يكون تابعا لسبب في الدماغ نفسه من الأمراض الدماغية المعروفة كانت في جوهر الدماغ أو كانت في البطن المقدم كله مثل ضربة ضاغطة تعرض له فلا يبصر العين أو في الجزء المقدم منه وأكثر ذلك رطوبة غالبة أو يبوسة تعقب الأمراض والحركات المفرطة البدنية والنفسانية والاستفراغات المفرطة تسقط لها القوة وتجف المادة واما ان يكون لأمر يختص بالروح الباصر نفسه وما يليه من الأعضاء مثل العصبة المجوفة ومثل الرطوبات والطبقات والروح الباصر وقد يعرض ان يرق ويعرض له ان يكثف ويعرض له ان يغلظ ويعرض له ان يقل وأما الكثرة فأفضل شئ وأنفع وأكثر ما تحدث الرقة تكون من يبوسة وقد تكون من شدة تفريق يعرض عند النظر إلى الشمس ونحوها من المشرفات وربما أدى الاجتماع المفرط جدا إلى احتقان محلل فيكثف فيه أولا ثم يرق جدا ثانيا وهذا كما يعرض عند طول المقام في الظلمة والغلظ يكون لرطوبة ويكون من اجتماع شديد ليس بحيث يؤدى إلى استعمال مزاج مرقق وقد يكون السبب فيهما واقعا في أصل الخلقة والقلة قد تكون في أصل الخلقة وقد تكون لشدة اليبس وكثرة الاستفراغات أو لضعف المقدم من الدماغ جدا وصعوبة الأمراض ويقرب الموت إذا تحللت الروح وأما الضعف والآفة التي تكون بسبب طبقات وأكثرها بسبب الطبقات الخارجة دون الغائرة فاما ان يكون بسبب جوهر الطبقة أو يكون بسبب المنفذ الذي فيها والذي يكون بسبب الطبقة نفسها فيكون لمزاج ردئ وأكثره احتباس بخار فيها أو فضل رطوبة تخالطها أو جفاف ويبس وتقشف وتحشف يعرض لها وخصوصا للعنبية والقرنية أو فساد سطحها بآثار قروح ظاهرة أو خفية أو مقاساة رمد كثير يذهب أشفافها أو لون غريب داخلها كما يصيب القرنية في اليرقان من صفرة أو آفة من حمرة أو انسلاخ لون طبيعي مثل ما يعرض للعنبية فيزداد اشفافا وتمكينا لسطوة الضوء من البصر ومن تفرقه للروح الباصرة وربما أحدث تجفيفا وتسخينا لتمكن الهواء والضياء من الرطوبات أو يرقق منها بسبب تأكل عرض فلا يتدرج الضوء في النفوذ فيها بل ينفذ دفعة نفوذا حاملا على الجليدية أو لنبات غشاء عليها كما في الظفرة أو انتفاخ وغلظ من عروقها كما في السبل وأما العارض للثقبة والمنفذ واما ان يضيق فوق الطبيعي لما نذكره من الأسباب في بابه وأما ان يتسع وأما ينسد سدة كاملة أو غير كاملة كما عند نزول الماء أو عند القرحة الوسخة العارضة للقرنية حيث تمتلئ ثقب العنبية من الوسخ ونحن نذكر هذه الأبواب كلها بابا بابا وأما الكائن بسبب الرطوبات فاما الجليدية منها فبان تتغير عن قوامها المعتدل فتغلظ أو تشتد دفعة أو تزول عن مكانها الطبيعي فتصير متأذية عن حمل الضوء والألوان الباهرة لها وأما البيضية فان تكثر جدا أو تغلظ ويكون غلظها اما في الوسط بحذاء النقب واما حول الوسط وأما في جميع أجزائها فيكون ذلك سببا لقلة اشفافها أو لرطوبات وأبخرة تخالطها وتغير اشفافها فان الأبخرة والأدخنة الغريبة الخارجة تؤذيها فكيف الداخلة وجميع الحبوب النفاخة المبخرة مثقلة للبصر واما الزجاجية فمضرتها بالابصار غير أولية بل انما تضر بالابصار من حيث تضر بالجليدية فتحيل قوامها عن الاعتدال لما تورده عليها من غذاء غير معتدل واما الطبقة الشبكية
(١٣٨)