جميعا فان القوة إذا ضعفت لاعتراض الخوف أو لوصول شئ مفظع هائل كالنظر من موضع عال أو المشي على حائط أو مخاطبة محتشم مهيب أو غير ذلك مما يقبض القوى النفسانية أو غم أو حزن أو فرح مشوش لنظام حركات القوة عرضت الرعشة والغضب وقد يفعل ذلك لأنه يحدث اختلافا في حركة الروح ومن أسبابها على سبيل ايهان القوة كثرة الجماع على الامتلاء والشبع وأما الكائن عن الآلة فقد يكون بان يسترخي العصب بعض الاسترخاء ولا يبلغ به الفالج فلا يتماسك عند التحريك كما يعرض عند الشرب الكثير والسكر المتواتر وكثرة شرب الماء البارد أو شربه في غير وقته أو بان يقع في الأعصاب سدد لامتلاء كثير حادث عن الأسباب المعلومة من التخمة وترك الرياضة فلا تنفذ لأجلها القوة تمام النفوذ والمادة السادة اما منفعلة عن المجاري متحركة فيها تارة تطرق النفوذ وتارة تمنع واما غير منفعلة البتة وقد يكون من أن تجف الآلة جفوفا فلا تطاوع للعطف مطاوعة مسترسلة وأما المشتركة فان يصيب الآلة ضرر يتأدى الاضرار بالقوة كما يصبيها برد شديد من خارج أو من لسع حيوان أو من خلط أو من حر شديد كما يعترض عند الاحتراق وغيره فيصيب معها القوة آفة أو يصيب القوة على حدتها آفتها التي تخصها ويصيب العضو على حدته آفة تخصه ويتوافى الضرران معا والرعشة ربما كانت في جميع الأعضاء وربما كانت في اليدين وربما كانت في الرأس وحده بحسب وصول الآفة إلى عضل دون عضل وقد تكون الرعشة في اليدين دون الرجلين اما لان السبب ليس في أصل النخاع بل في الشعب النافذة إلى اليدين من العصب واما لان السبب في أصل النخاع لكنه ينفضه إلى أقرب المواضع وأقرب الجوانب والطبيعة تحوط النخاع من أن ينفذ ذلك السبب فيه فيبلغ أقصاه واما لان الروح المحرك في أسافل البدن أقوى وأشد لحاجة تلك الأعضاء إلى مثله فلا ينفعل عن الأسباب التي ليست بقوية جدا انفعالا شديدا وان انفعلت الآلة قوى على قهرها واليد ليست كذلك والسبب الغالب في احداث الرعشة الثانية برد يضعف العصب والروح معا أو رطوبة بآلة مرخية دون ارخاء الرطوبة الفاعلة للفالج وقد قال بقراط من عرضت له في الحمى المحرقة رعشة فان اختلاط الذهن يحلها ولم يرض جالينوس هذا الفصل وليس مما لا وجه له واعلم أن أصعب الرعشة ما يبتدئ من اليسار والرعشة في المشايخ لا تزول بعلاج * (العلامات) * هي الأسباب المذكورة وهي ظاهرة * (المعالجات) * يعمل ما قيل في سائر الأبواب من تفتيح السدد وابطاء الاسترخاء والاستفراغ وتقوية العصب والترطيب ان احتيج إليه والانعاش ان كان لضعف عن مرض والتسخين ان وقع لبرد مغافص أو مشروب والغمز والدلك والنفض ان وجب وعلى ما بين القانون والاستحمام بمياه الحمئات مثل الماء النطروني أو الزرنيخي أو القفري أو الكبريتي وماء البحر نافع أيضا وان كان سببه الماء البارد كمد بالنطرون والخردل ومرخ بدهن القسط وان كان سببه شرب الخمر الكثير استفرغ واستعمل دهن قثاء الحمار وما يجرى مجراه وأديم التمريخ بدهن ألقت ولدهن الحندقوقي خاصية عجيبة في ذلك وكذلك ان ضمد بالرطبة وحدها وان كان من أخلاط متشربة أو غليظة أو رسخت العلة فليستعمل وضع المحجمة على الفقرة الأولى وليجلس في ابزن دهن مسخن وفي مرق الحيوان المذكور في باب الفالج والتشنج والكزاز وآخر الامر يسقى
(١٠٦)