نحو وقوع التشنج لخدر امتلائي يسد مسالك الروح فتبقى الأعضاء الممدودة لا تنقبض كما تبقى الأعضاء المقبوضة لا تمتد إلى أن تجد الروح سبيلا ومنفذا وهذا كثيرا ما يكون بعد النوم لان الروح منه أذهب إلى الباطن ولما قلنا في التشنج وقد يقع لأجل هيئة غير طبيعية شاقة تعرض للعضل فتقل قوتها أو تصير وجعة غير محتملة لتحريك فتبقى على ذلك الشكل كمن مدد بحبل أو رفع شيئا ثقيلا أو حمل على ظهره حملا ثقيلا أو نام على الأرض فآذت الأرض عضلاته ورضتها أو اصابته سقطة أو ضربة راضة للعضل أو قطع أو حرق نار توجعت لها فهي عاجزة عن الانقباض وربما كان مع ذلك مادة منصبة إليها أو ريح غليظة متولدة فيها أو صائرة إليها تمددها وكما أن التشنج الخاص بأعضاء الوجه كذلك التمدد إذا لحق الجفن أو اللسان أو الشفة وحدها وقد يقع من الكزاز نوع ردئ يبوسي تتقدمه حميات لازمة مع قلق وبكاء وهذيان ويصفر لها اللون ويبس الفم والشفة ويسود اللسان وتعتقل الطبيعة ويستحصف الجلد ويتمدد وهو ردئ وكل كزاز عن ضربة يصحبه فواق ومغص واختلاط وذهاب عقل فهو قتال يصحب تجفيف العضل وغليان رطوبتها حتى يمددها طولا ثم يحفظ ذلك عليه بالجفاف البالغ الحافظ للهيئات والكزاز يعرض كثيرا للصبيان ويسهل عليهم كلما كانوا أصغر على ما قيل في التشنج وقد يتقدم الكزاز كثيرا اختلاج البدن وثقله وثقل الكلام وصلابة في العضلات وفي ناحية القفا إلى العصعص وعسر البلع واحتكاك إذا حكوه لم يلتذوا به وإذا كان في البول كالمدة والقيح وكان قشعريرة وغشاوة في البصر وعرق الرأس والرقبة دل على امتداد في الجانبين سيكون لان مثل هذه المادة يكثر فيها ان لا تستنقى من أسفل بالتمام بل يصعد منها شئ فيما بين ذلك إلى الدماغ ويؤذيه ويكسر البدن وإذا ابدأ الكزاز العام انطبق الفم واحمر الوجه واشتد الوجع وصار لا يسيغ ما تجرعه ويكثر الطرف وتدمع العين وقد رأينا نحن إذ بدأ الكزاز العام بمرأة انطبق فمها واصفر وجهها وظهر لها اصطكاك أسنانها ثم بعد زمان مديد اخضر وجهها وكانت لا تقدر ان تفتح فاها حتى بقيت زمانا طويلا ممتدة مستلقية بحيث لا يمكن لها أن تنقلب ثم بعد ذلك انحل عنها الكزاز وانقلبت إلى الجانبين وتكلمت ونامت إلى الغد فهذا ما شاهدنا من حالها وعالجناها كل مرة وكل مدة ثم الفرق بين التشنج والتمدد ان التشنج يبتدئ في العضلة بحركة والتمدد يكون ابتداؤه في العضلة بسكون وقد يقع الانتقال إلى التمدد من الخوانيق وذات الجنب والسرسام على نحو كان في التشنج وقد يكثر في البلاد الجنوبية للامتلاء وحركة الأخلاط وخصوصا في البغمين وقد يعرض في البلاد الشمالية لاحتقان الفضول وخصوصا للنساء فإنهن أضعف عصبا (العلامات) اما علامات التمدد مطلقا فان لا يجيب العضو إلى الانقباض وأما علامات الكزاز ان كان إلى قدام فان يكون الشخص كالمخنوق مختنق الوجه والعين وربما خيل انه يضحك لتمدد عضل الوجه منه ويكون رأسه منجذبا إلى قدام بارزا مع امتلاء العنق لا يستطيع الالتفات وربما لم يقدر أن يبول لتمدد عضل البطن وضعف الدافعة وربما بال بلا إرادة لان عضلة المثانة منه تكون متمددة غير منقبضة وربما بال الدم لانفجار العروق لشدة الانضغاط وربما عرض له الفواق وان كان الكزاز إلى
(١٠٢)