أوضح الواضحات لذلك أجدني مضطرا لتوضيح: إن الطائفتين اللتين نعتهما الله بالإيمان إحداهما منافقة بالأدلة التالية:
أ. لا يجوز أن تكون كلتا الطائفتين منافقة بقلبها ولسانها وإلا لما وصفها الله بالإيمان.
ب. لا يجوز أن تكون كلا الطائفتين مؤمنتين حال التلبس بالقتال لأن إحديهما بمجرد أن قاتلت - انتصارا لعبد الله بن أبي سيد المنافقين ضد الله ورسوله والمؤمنين - فإنها تكفر مباشرة قال تعالى: * (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) * (1).
ج. تبين مما سبق أن الصحابة الذين جاؤوا مع رسول الله (صلى الله وسلم) إلى سيد المنافقين ليدعوه إلى الإسلام ثم انقسموا عليه فقاتلوا انتصارا لسيد المنافقين هم منافقون وانما سماهم الله مؤمنين لأنهم آمنوا بألسنتهم، ولما يدخل الإيمان في قلوبهم.
وثمة موارد للنظر نأخذها من مفهوم السياق وقرائن الأحوال ونكتفي منها بما يلي:
1 - إن المنافقين غير منفكين عن اسم الصحبة، ومفهوم الصاحب لا يأباهم، ومن العسير جدا تمييزهم لأنهم يتشهدون ويصلون وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل من الناس ظواهرهم حتى تأتيه البينة إما عن طريق افتضاحهم في أحرج الظروف حيث يفقدون السيطرة على أعصابهم فيصفون بصفوف المنافقين كما في الحديث المبحوث وإما عن طريق الوحي