ومن عظيم زلة القدم أن يعذر من يقتل الصحابي ويكفر من يسبه، وها هو مسرف بن عقبة المري يغزو مدينة رسول الله بأمر من يزيد بن معاوية وينضم إليه مروان بن الحكم فاستباح الجيش الشرف الحرام ثلاثة أيام في الشهر الحرام وبحرم رسول الله وقتلوا نحوا من عشرة آلاف نفس مؤمنة (700) منهم مهاجرون وأنصار و (80) منهم أهل بدر ولم يبق بدري بعدها (1) ويسمون هذه الكارثة وقعت الحرة، أقول: أين مالك بن أنس وأين المتشددون، بالله عليكم أشتم رجل من أدنى الصحابة أعظم أم وقعة الحرة؟ أ فأنتم كفرتم أولئك المجرمين أم ظللتم لهم من حر الكفر بآية: * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) *؟ وبالتالي لعله لا يجوز لنا أن نعتب على الإمام مالك بن انس لأنه مجتهد قد يصيب وقد يخطئ وفي كلا الحالين له أجر وإلا فمن أخطأ مالك في الاجتهاد انه أفتى بطهارة الكلب وما فتئ يترضى ويترحم على من قتل أصحاب رسول الله وتعجل في تكفير من سبهم.
ومن عثرات اجتهاد مالك أنه أفتى بمن شتم معاوية أو عمرو بن العاص حيث قال: فإن قال: كانوا على ضلال يقتل، ومن سب آل محمد (صلى الله عليه وسلم) يضرب وجيعا ويسجن طويلا حتى يظهر توبته لأنه استخفاف بحق رسول الله (2) فتأمل ما الفرق أصحيح من استخف برسول الله يسجن ومن استخف بعمرو بن العاص يقتل؟! كلا إلا إذا كان مناط الحكم بلحاظ ان عمرو بن العاص ومعاوية هما الأعظم وهذا ما لا يقول به مسلم، وإذا كان الأمر هكذا فهذا معاوية استخف برسول الله وشتم آل محمد طويلا فهل أفتيت بمعاوية أن يضرب وجيعا ويسجن طويلا أم صححت خلافته يا مالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.