وان كان يعلم أن هذا المسلم يؤمن بالله واليوم الآخر.
هذا كله يجري بحجة ان الشيعة يسبون الصحابة وينكرون خلافة الشيخين والغريب في الأمر أن المغالط يصدر أحكاما جزافا يخرج بها على إجماع الجمهور من أهل السنة حيث اجمعوا على أن خلافة الشيخين بل مطلب الخلافة مطلقا ليس من أركان الإيمان الستة: (1) الإيمان بالله، (2) وملائكته، (3) وكتبه، (4) ورسله، (5) واليوم الآخر، (6) والقدر خيره وشره. ولا من أركان الإسلام الخمسة: (1) الشهادتان، (2) والصلاة، (3) والزكاة، (4) وصوم رمضان، (5) وحج البيت من استطاع إليه سبيلا.
وهذا الحكم غيره في علي ابن أبي طالب إذ ذاك حبه وخلافته من الإيمان كما صرح بذلك مسلم حيث وضعه في أبواب الإيمان عنه قال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي ان لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) (1).
وعلى افتراض ان أحدا من المسلمين تورط في سب بعض الصحابة فليس هو من الكفر والفسق في شئ وإلا فإن توهمنا ذلك فقد حكمنا على الكثير من الصحابة الكرام بالكفر لا سمح الله لأنهم تعرضوا للسب فيما بينهم ومنهم وعليهم واليك عزيزي القارئ في ما يلي قائمة من النصوص نستلهمها من بخاري المحدثين ومسلم المسلمين وابن جرير المؤرخين وغيرهم ثم نعتمدها دليلا ونناقشها حوارا ونقسمها طائفتين الأولى نجسد بها لحق ونقتنص الحقيقة من على مسرح الأحداث في عصر النبوة وعصر الخلفاء تحت عنوان المسلم لا يكفر بلا موجب والثانية إيراد دليل القوم واتخاذه دليلا بعنوان السنة والصحابة وسنفردها في بحث مستقل فإليك أول القسمين وأولى الطائفتين.