من النبي ما رواه أبو بكر، حتى أقرا به لعمر، فكيف يقول لهما عمر:
- كما في حديث مسلم -: رأيتما أبا بكر كاذبا، آثما، غادرا، خائنا.
ورأيتماني آثما، غادرا، خائنا " (1).
ثامنا:
قال العلامة الحلي ما حاصله: إن عمر بن الخطاب قد أخبر: أن عليا والعباس يعتقدان فيه وفي أبي بكر بأنهما: كاذبان آثمان غادر ان خائنان، فإن كان ذلك حقا، فهما لا يصلحان للخلافة، وإن كان كذبا، لزمه تطرق الذم إلى علي والعباس، لاعتقادهما في أبي بكر، وعمر ما ليس فيهما، فكيف استصلحوا عليا للخلافة. مع أن الله قد نزهه عن الكذب والزور وطهره..
وإن كان عمر قد نسب إلى العباس وعلي شيئا لا يعلمانه، لزمه تطرق الذم إلى عمر نفسه، لأنه يفتري عليهما، وينسب إليهما ما لا يعتقدانه..
مع أن البخاري ومسلما ذكرا في صحيحيهما: أن قول عمر هذا لعلي والعباس، قد كان بمحضر مالك بن أوس، وعثمان وعبد الرحمن بن عوف، والزبير وسعد. ولم يعتذر أمير المؤمنين عن هذا الاعتقاد الذي نسب إليهما، ولا أحد من الحاضرين اعتذر لأبي بكر وعمر (2).
وأجاب البعض عن ذلك: بأنه قد جاء على لسان عمر على سبيل الفرض والتقدير، والزعم، فإن الحاكم إذا حكم بخلاف ما يرضي الخصم، يقول له: تحسبني ظالما ولست كذلك، ولذلك لم يعتذر علي