بأنفسهم وبصورة علمية وميدانية محاسن الاسلام وآدابه وسياساته وكل آفاقه بحرية تامة ومن دون الاعتماد على الشائعات ولا على الإعلام الموجه الذي قد يحتفظ الكثيرون تجاهه لانهم قد يتخيلونه غير قادر على أن يعكس بعض الواقعيات بدقة وأمانة.
ثم إن هذا التعامل الطبيعي والحر من شأنه ان يزيل عقدا كثيرة ربما لا يمكن ازالتها بدونه بل هي قد تزيد رسوخا وتجذرا وتتراكم حولها وفيها الأدران إلى درجة كبيرة وخطيرة إذا كانت الأبواب موصدة امامهم ولا يعرفون عن الاسلام والمسلمين إلا نتفا قد تسرب - لسبب أو لآخر - فتصل إليهم سليمة أو مشوهة حسب الظروف.
وبعد فان الاسلام واثق من كل ما لديه وليس ثمة شئ محرج له على الاطلاق لا في المجال العقيدي ولا التشريعي ولا السلوكي ولا في دائرة الدوافع والنوايا وال في محيط المرامي والأهداف ولا في غير ذلك في مجالات.
واما ما ينشأ عن التعامل مع المشركين من سلبيات أحيانا فإنه يمكن تلافيه ولا أقل يمكن التقليل من آثاره واخطاره من خلال تحصين الأمة بالوعي وبالايمان وبالتربية الصالحة في مختلف المجالات.
بالإضافة إلى دور الأساسي والمحوري الذي تقوم به القيادة المؤهلة - وحدها - لان تهدي الأمة وتقودها إلى الفلاح والسداد والنجاح وهي قيادة الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام.
استخلاف ابن أبي على المدينة:
وقد ذكر ما تقدم: ان هناك من يقول: إن النبي (ص) قد استخلف عبد الله بم أبي سلول على المدينة حين سار إلى بدر الموعد.