6 - العمليات الوقائية:
وبعد.. فلم تكن مبادرة أمير المؤمنين لافشال المخططات المحتملة للعدو إلا إيذانا بضرورة القيام بعمليات وقائية، وضرب العدو في مواقعه، وبصورة مفاجئة، وقوية، فإن ذلك من شأنه أن يلحق به هزيمة نفسية، فضلا عن الهزيمة العسكرية الساحقة..
7 - إرهاصات:
إن شعر حسان الآنف الذكر يدل على أن عليه " عليه الصلاة والسلام " هو الذي آب بالتسعة، وأنه قد قتل بعضهم، وآب بالبعض الآخر أحياء.. ولعل دور العشرة الذين أرسلهم رسول الله " صلى الله عليه وآله " معه قد اقتصر على أمور ثانوية وهامشية في عملية أسر التسعة، أو قتلهم، وإن الدور المصيري والأهم إنما كان لأمير المؤمنين " عليه السلام ".
ولأجل ذلك لا يصغى إلى ما ذكره الحلبي، حينما ذكر إرسال العشة مع علي " عليه السلام " لقتل التسعة فقتلوهم، وطرحوهم في بعض الآبار.
حيث قال الحلبي: ".. وفي هذا رد على بعض الرافضة حيث ادعى: أن عليا هو القاتل لأولئك العشرة " (1).
8 - الفتح على يد على " عليه السلام ":
وكان من الطبيعي: أن يكون لهذه الضربة تأثير كبير على معنويات بني النضير، وأن يضج الرعب في قلوبهم، فإن تصدي رجل واحد من المسلمين لعشرة منهم، ثم قتل العشرة جميعا، يؤذن بأن المسلمين قادرون على إبادتهم، واستئصال شأفتهم بسهولة ويسر.