حتى عمر وأبا بكر فلا يتلاءم مع ما يذكر من موقفهما هنا.
فان صح ما نقل عن الشيخين هنا، ولا أراه يصح، فإننا نجد أنفسنا أمام احتمالين لا يد ان يكون أحدهما هو السبب ونرجح ثانيهما وهما:
الأول: ان يكونا قد رأيا تصميم رسول الله (ص) على المسير إلى درجة عرفا انه صلى الله عليه وآله وسلم لن يتراجع عن قراره بأي ثمن كان ولو كان وحده فموقفهما ذا لن يكون له اثر في ذلك ولسوف يكون مفيدا في تسجيل موقف ايجابي لهما يمكن ان يكون مفيدا لهما ف تحسين موقعهما عند النبي (ص) والمسلمين ولا سيما بعد فرارهما في أحد وبعد مشورتهما المتخاذلة في بدر الثاني: إنهما ربما يكونان قد وقفا من نعيم بن مسعود أو من غيره على حقيقة أمر أهل مكة وأنهم خائفون من مواجهة النبي (ص) والمسلمين بالحرب لا سيما منع ما نلمحه من وجود قدر من التفاهم والانسجام في المواقف أحيانا كما تقدم في غزوة بدر حول الاستشارة في الحرب ثم في قصة الاسرى وبعد ذلك في غزوة أحد حينما وضعنا بعض علامات الاستفهام حول تحركات الخليفة الثاني.
والخلاصة: انهما إذا كانا قد علما بحقيقة أمر المشركين فهما يعلمان مسبقا: أن خروج النبي (ص) والمسلمين إلى بدر الموعد لن يشكل اي خطر على مشركي قريش الا من الناحية الاعلامية والسياسية والنفسية كما أنهما أنفسهما سوف لا يواجهون اي خطر يخشونه ولو في ضمن زحمة المعركة كما قد حصل في أحد.
الأفراح والأتراح:
إننا - وان كنا قدر الواقدي في حدود معينة ونراه منصفا شيئا ما وهو من حيث نقله ينقل سيرة النبي الأعظم صلى الله وآله وسلم