العهد.. والحذر:
وإذا كان عقد العهد مع العدو لا يعني أن العدو قد تنازل عن كل طموحاته، وصرف النظر عن كل مراداته وخططه، فإنه ربما يكون قد قارب ليجد الفرصة للوثوب، وايراد الضربة القاصمة..
فقد جاء النهي عن الاطمئنان لهذا العدو، حيث قد تقدم قول أمير المؤمنين " عليه السلام " في عهده للأشتر: " ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه: فان العدو ربما قارب ليتغفل، فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن ".
وقال تعالى: ﴿وخذوا حذركم﴾ (1).
الخيانة في حجمها الكبير:
وبما أن الله سبحانه قد جعل عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته، وحريما يسكنون إلى منعته، ويستفيضون إلى جواره، فان الشرط الأساس فيه هو أنه لا إدغال. ولا مدالسة ولا خداع فيه: فإذا رأى أن العدو لا يعمل بشروط الصلح ومقتضيات العهد، وإنما هو يتآمر، ويعد العدة للغدر، فان نفس هذه الأعمال تكون نقضا منه للعهد، وتخليا عن شروطه، فلا معنى حينئذ للالتزام بهذا العهد، من طرف واحد، وإنما لابد من نبذ العهد إليه ومعاملته معاملة الخائن المجرم قال تعالى:
(وإما تخافن من قوم خيانة، فانبذ إليهم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين) (2).
وعن علي " عليه السلام ": الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر