تستطع فكن كوكبا مضيئا: فإن لم تستطع فكن كوكبا صغيرا، ومن جهة النور لا تنقطع.
ومعنى هذا: كن مهاجريا، فان قلت: لا أجد، فكن أنصاريا، فإن لم تجد فاعمل كأعمالهم الخ (1).
ولا ندري من أين جاءت هذه الطبقية، وكيف قبل الناس هذا التمييز الذي لا يقوم على تقوى الله، وإنما على عناوين وخصوصيات فرضتها طبيعة التحرك في مجال نشر الدعوة وتركيزها. ويوضح ذلك ان عمر بن الخطاب حين خطب بالجابية قال: " ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني، فان الله تعالى جعل له خازنا وقاسما. ألا وإني باد بأزواج النبي " صلى الله عليه عليه وآله " فمعطيهن، ثم المهاجرين الأولين، أنا وأصحابي، أخرجنا من مكة من ديارنا وأموالنا " (2).
ومهما يكن من أمر فإنك تجد في كتابنا هذا إشارات ونصوص كثيرة في مواضع مختلفة توضح ما عاني منه الأنصار، واختص به المهاجرون، واستيفاء البحث في هذا يحتاج إلى توفر تام، وتأليف مستقل.
التصويب في الاجتهاد:
لقد استدل البعض بقوله تعالى: " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها، فبإذن الله، وليخزي الفاسقين) على جواز الاجتهاد، وعلى تصويب المجتهدين (3).