فإننا وإن كنا نقول: إنه قد كان ثمة حصار، وقطع للأشجار، ورشق بالنبل من قبل بني النضير، وخراب للبيوت بأيدي بني النضير، وبأيدي المؤمنين، ثم قتل أمير المؤمنين " عليه السلام " عشرة منهم، فدب الرعب في قلوبهم، واقتنعوا: أن لا طاقة لهم بالحرب، فآثروا الاستسلام والقبول بالجلاء.
وأفاء الله على رسوله أراضيهم، وسوغه أموالهم..
ولكن الإصرار على إظهار جانب العنف والقتال والحرب القوية والضارية من البعض، إنما هو لأجل الايحاء بأن أرض بني النضير قد فتحت عنوة، وأن المسلمين قد أخذوها عن استحقاق، ولم يكن النبي " صلى الله عليه وآله " متفضلا عليهم في إعطائهم إياها!!
ومعنى ذلك هو أن المطالبة بها من قبل الورثة الحقيقيين للرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " بعد وفاته تصبح بلا معنى، وبلا مبرر ظاهر.. رغم أن القرآن قد صرح بأن أرضهم كانت فيئا، وأنها خاصة برسول الله " صلى الله عليه وآله "، ولكن تبرير موقف السلطة، والتعتيم على مظالمها أهم وأولى من الحفاظ على القرآن، وأحكامه. بنظر هؤلاء المتحذلقين، الذين يستخدمون كل وسائل التزوير والتحوير والإبهام في خدمة أهوائهم ومصالحهم واتجاهاتهم..
ضيعوا حقها المبين بتزوير وهل عندهم سوى التزوير؟!
لأول الحشر:
قد ذكرت سورة الحشر - التي يرى المؤرخون والمفسرون: أنها تتحدث عن حادثة بني النضير، الذي أخرجهم رسول الله " صلى الله عليه وآله " -: أن هذا هو أول الحشر لهم..