فلما قطعت العجوة شق النساء الجيوب، وضربن الخدود، ودعون بالويل: فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله ": مالهن؟!
فقيل: يجز عن علي قطع العجوة.
فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله ": إن مثل العجوة جزع عليه.
إلى أن قال: فلما صحن صاح بهن أبو رافع: أن قطعت العجوة هاهنا، فان لنا بخيبر عجوة.
قالت عجوز منهن: خيبر يصنع بها مثل هذا.
فقال أبو رافع: فض الله فاك، إن حلفائي بخيبر عشرة آلاف مقاتل:
فبلغ رسول الله " صلى الله عليه وآله " فتبسم.
ونحن نسجل هنا الأمور التالية:
لماذا ابن سلام؟!
إننا نجد: أنه " صلى الله عليه وآله " قد استعمل ابن سلام - وهو كان من اليهود، من علمائهم - مع ذلك الرجل الدري على قطع نخل يهود بني النضير.. ومن الطبيعي أن يكون لذلك أثر ظاهر في بث اليأس في نفوسهم، وفي إذلالهم وخزيهم، ويساهم في كسر شوكتهم، ويثير فيهم المزيد من الحنق، والغيظ والألم، وهم ذوو الغطرسة، والعنجهية والخيلاء، كما سيأتي توضيحه في موضعه إن شاء الله تعالى.
2 - شكوك تصل إلى حد التهمة:
ونلاحظ هنا: كيف أن ابن سلام قد اختار أردأ أنواع التمر، على