مع الحدث في دلالته وخصوصياته:
وفي وقفه قصيرة مع هذا الحدث نلمح باقتصار شديد إلى النقاط التالية:
1 - إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينسى أولئك الصفوة الأبرار الذين استشهدوا في سبيل الله سبحانه، فيسعى لحل العقد والمشكلات التي ربما تكون لا تزال عالقة وبحاجة إلى حل.
فيها هو يريد ابراء ذممهم من حقوق الناس وديونهم ما وجد إلى ذلك سبيلا لكي تطيب سمعتهم ويذكرهم الناس بالإجلال والإكبار ومن دون أي حزازة أو غضاضة.
ثم لتطيب نفوس أبنائهم وأقاربهم ويزول شعورهم بالحرج أمام الناس وفي أنفسهم حتى يواجهون انفراجا في حالتهم المعيشية التي تتسم بشئ من الضيق والصعوبة.
2 - زغم ان ذلك الدائن لعبد الله والد جابر كان رجلا من اليهود إلا أننا لم نجد ترددا من النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم في أمر ارجاع المال إليه ولا أخذ بنظر الاعتبار مواقف اليهود الحاقدة على الاسلام وعلى المسلمين ومؤامراتهم وكيدهم والتي كان ولا يزال هو والمسلمون يعانون منها.
وقد يكون من أسباب ذلك بالإضافة إلى أن هذا هو حكم الاسلام وهذه هي أخلاقياته حتى مع اعدى أعدائه وهو ينطلق في ذلك مما يملكه من قيم ومبادئ انسانية وإلهية سامية ومقدسة هو:
أنه يريد بذلك ان يقيم حركة التعامل فيما بين الناس على أسس وضوابط ثابتة يمكن للناس ان يعتمدوا عليها ويرجعوا إليها وان يطمأنوا إلى هذا الثبات فيها ليمكنهم التحرك الفاعل والمؤثر بالفعل والتخطيط