ونحن نشك في صحة ذلك ونرجح ان يكون ابن وراحة هو المستخلف عليها كما ذكرته النصوص كثيرة أخرى إذ من البعيد ان يستخلف النبي (ص) رأس النفاق ذلك الرجل الذي كان يميل إلى المشركين واليهود أكثر مما كان يميل إلى المسلمين ولم تزل تظهر منه فلتات وكلمات خطيرة لو أراد النبي (ص) ان يجازيه عليها لم يكن جزاؤه أقل من القتل وإنما استخلف (ص) عليا (ع) في غزوة تبوك خوفا من تحرك المنافقين فيها كما سنرى إن شاء الله.
إلا أن يقال: إن من الممكن أن يكون النبي (ص) يريد ان يتألفه بذلك كما كان يتألف غير باسناده بعض المهام إليهم.
قوة الاسلام:
قال الواقدي: (واقبل رجل من بني ضمرة يقال له: مخشي بن عمرو - وهو الذي خالف رسول الله (ص) على قومه حين غزا رسول الله (ص) ودان في المرة الأولى - فقام - والناس مجتمعون في سوقهم، وأصحاب رسول الله (ص) أكثر أخل ذلك الموسم - فقال:
يا محمد قد أخبرنا: انه لم يبق منكم أحد فما أعلمكم الا أهل الموسم!
فقال رسول الله (ص) ليرفع ذلك إلى عدوه من قريش: ما أخرجنا الا موعد أبي سفيان وقتال عدونا وإن شئت مع ذلك - نبذنا إليك والى قومك العهد ثم جادلناكم قبل ان نبرح من منزلنا هذا فقال الضمري: بل نكف أيدينا عنكم ونتمسك بحلفك وسمع بذلك معبد بن أبي معبد الخزاعي فانطلق سريعا وكان مقيما ثمانية أيام وقد رأى أهل الموسم ورأى أصحاب رسول الله (ص) وسمع كلام مخشي فانطلق حتى قدم مكة فكان أول من قدم بخبر