فقال: ربي وربك.
فنسفه جبرئيل عليه السلام عن فرسه فسقط على ظهره. فقام رسول الله (ص)، وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث؟!
فقال: جودك وكرمك يا محمد.
فتركه، فقام، وهو يقول: والله، لأنت خير مني وأكرم " (1).
كيف نفهم هذه القصة؟!
وبعد، فإنه إذا كان لهذه القصة أصل، وقبلنا منها ما يتوافق مع الضوابط العامة، ومع النظرة الواقعية لشخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع الظروف التي كانت قائمة آنذاك.
وبعد أن تصبح عناصر القصة في حدود المعقول والمقبول، فإننا إذا أردنا أن نستفيد منها في مجال التقييم والتقويم، فإن ما يمكن أن نقوله هو:
إن الله يزل يرعى نبيه، ويظهر له المزيد من الكرمة، ويحوطه بألطافه، ويكلؤه، ويحفظه، ويصونه.
ويلفت نظرنا هنا تأثير جواب النبي (ص) لذلك الرجل بأن الله هو الذي يمنعه منه، في ظرف لم يكن ذلك الرجل يفكر بالله سبحانه، ولا يخطر في باله أن يتدخل الله في موقف كهذا لنصرة أي من الفريقين، ورأى من ثقة النبي (ص) بالله واعتماده عليه حتى إنه لم يتطرق ذرة من الخوف إلى قلبه الشريف حتى في موقف كهذا - رأى من ذلك ما أرعبه، وهز كيانه، وأثار أمامه أكثر من سؤال، فتزعزعت الثوابت التي كانت