دومة الجندل وادع عيينة بن حصن الذي كانت ارضه قد أجدبت ان يرعى بتغلمين وما والاه إلى المراض وكان ما هناك قد أخصب وهو موضع بينه وبن المدينة ستة وثلاثون ميلة على طريق الربذة (1).
وسيأتي انه لما سمن حافره وانتقل إلى ارضه أغار على لقاح رسول الله (ص) بالغابة..
حكومة القيم أم حكومة المشاعر:
وغني عن القول هنا: أن عيينة بن حصن كان لا يزال هو ومن معه على الشرك والكفر الذي كان يناوئ الدعوة الإسلامية بكل الوسائل.
ولم يكن النبي (ص) حين سمح له بما سمح يطمح في الحصول على اي نفع من قبله فلم يكن يريد في مقابل ذلك مالا ولا كان يريد منه أن ينصره على عدوه ويتقوى به على مناوئيه لا في مال ولا رجال كما أن عيينة لم يكن يملك قوة خارقة للعادة بحيث يخشاه النبي (ص) وينصاع لما يطلبه منه.
كما أننا نلاحظ: أن النبي (ص) لم يحاول استغلال حاجة عيينة ومن معه ليفرض عليهم شروطا ويحصل على امتيازات سياسية أو مادية أو غير ذلك بل هو لم يطلب حتى السماح لدعاته بأن يطرحوا مع الناس هناك قضية الاسلام والايمان فضلا عما هو أبعد من ذلك.
بل تصرف النبي (ص) على أساس ما لديه من مثل وقيم وقناعات ومنطلقات إيمانية وإنسانية ومن ثوابت أخلاقية ودينية.