القيمة الحقيقة لهذا الحدث اننا حين نراجع قصة جمل جابر فإننا نجد فيها 1 - ملامح غنية من الخلق الرفيع لرسول الله صلى الله على وآله وسلم لما انطوت عليه من لطف ورقة ومحبة وأريحية ظاهرة تظهر لنا ان علاقاته صلى الله عليه وآله وسلم بسم الله بأصحابه انما كانت من منطق الحب والعطف والصفاء والمودة مع جلال منهم له واكبار وتقديس 2 - اننا نجد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في هذه القصة - كما هو في غيرها - يعيش آلام الآخرين ويشاركهم الشعور بها وقد كان والد جابر بن عيد الله قد استشهد في حرب أحد وأصبح جابر هو المسؤول عن الأسرة بعد أبيه وكان عليه ان يختار للزواج امرأة تستوعب وتتفهم الواقع الذي استجد نتيجة لذلك وتشاركه في معالجته بأحسن وجه وأتمه الفقيه وقد ظهرت رقة حال جابر من الجهة المالية والمعيشية في أن الجمل الذي أعده لهذه الاسفار البعيدة والشاقة كان من الضعف بحيث أصبح في آخر الركب.
ولم يكن الرسول صلى الله عيه وآله وسلم بالذي يغفل عن تفقد حال أصحابه والوقوف عليها عن كثب ليشاركهم حياتهم حلوها ومرها.
وها هو يجد جابرا على جمله الضعيف المكدود في آخر الركب 3 - ان من الملاحظ: ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الفقه كان يسير معا الناس وفي أواخرهم أحيانا الله فيعرف حال أصحابه في مسيرهم ذاك بصورة أتم وأوفى الله ولم يكن يقتصر على حملة الاخبار إليه صلى الله عليه وآله وسلم فكان يندفع للتعرف على الأمور بنفسه ومن دون أية وسائط ربما تؤثر التوجهات السياسية والارتباطات الاجتماعية وغيرها