".. ولا تمسن مال أحد من الناس، مصل ولا معاهد، إلا أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الإسلام: فإنه لا ينبغي للمسلم إن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام: فيكون شوكة عليه الخ.. " (1).
موقف له دلالاته:
ومن المعلوم أن مواقف علي أمير المؤمنين تعتبر التجسيد الدقيق والحي لمفاهيم الإسلام، وأحكامه، وسياساته، والتاريخ يحدثنا: أن حين بلغة " عليه السلام " اغازة خيل معاوية على بلاد المسلمين، خطب " عليه السلام " خطبة الجهاد المعروفة، وقد جاء فيها:
" هذا أخو غامد، وقد وردت خيلة الأنبار، وقد قتل حسان بن حسان البكري، وأزال خيلكم عن مسالحها. ولقد بلغني: أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى لمعاهدة، فينتزع حجلها، وقلبها، وقلائدها، ورعاثها (2) ما تمنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلا منهم كلم، ولا أريق لهم دم: فلو أن أمرءا مسلما مات من بعد هذا أسفار ما كان به ملوما، بل كان به عندي جديرا " (3).
ونحن نسجل هنا ما يلي:
1 - إن هذا الموقف منه " عليه السلام " يوجح لنا قيمة الإنسان في الإسلام. واهتمامه البالغ في الحفاظ على موقعه، وعلى كرامته ووجوده، .