والغاضبون فريقا ثالثا، يريد أن يحصل على مكاسب سياسية أو غيرها، ويكون له دور ما في التحرك السياسي، أو تأثير - ايجابي أو سلبي - على ساحة الصراع.
فإذا كان القانون العام هو عدم نقض العهد بسبب ذلك، فلابد أن تنقطع أطماع الطامعين، ما دام أن عتبهم، لن يجدي نفعا، ولن يؤثر شيئا.
3 - إن العهد لا ينقض لأجل استذلال قوم قوما، ولا لمسبة قوم قوما: فان تعرض فريق للاستذلال من قبل فريق آخر، بسبب عقده للعهد، وكذا اتخاذ عقد العهد من قوم وسيلة لتعييرهم ومسبتهم، لا يبرز للعاقدين له نقض عهدهم..
وإذن.. فإن من يقدم على عهد، لابد وأن يعلم مسبقا: أنه لابد له من الوفاء بما عقده، حتى في أشق الأحوال، وأصعبها، فهو إذن عالم بما يفعل، ومطلع على نتائجه مسبقا، وقد أقدم مختارا على ذلك.. فعلية أن الذي نتائج ما أقدم عليه..
وقد أشار علي أمير المؤمنين " عليه السلام " إلى ذلك كله في العهد الذي كتبه بين اليمين وربيعة، فقد جاء فيه:
".. لا ينقضون عهدهم لمعتبة عاتب، ولا لغضب غاضب، ولا لاستذلال قوم قوما ولا لمسبة قوم قوما على ذلك شاهدهم وغائبهم، وسفيههم وعالمهم، وحليمهم وجاهلهم، ثم إن عليهم عهد الله إلخ.. " (1).