الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ١٨٦
ولعل سر تعظيم محمد بن كعب يرجع إلى أنه لابد أن يصبح الخبراء في القرآن، والدارسون له، والواقفون علس أسراره هيمنتهم العلمية على الناس، ويستمرون في نفث سمومهم، ونشر أضاليلهم، وتتاح لهم الفرص كلها لتحريف هذا الدين، والتلاعب بمفاهيمه وأحكامه، وليستهدف ذلك التلاعب والتحريف نفس القرآن، الذي هو المنشأ والأساس لكل حقائق الإسلام، وتشريعاته..
صلاة الخوف في بني النضير:
وقد ذكر البعض: أن صلاة الخوف قد شرعت في بني النضير، وقيل: في ذات الرقاع (1).
وحيث إننا سوف نتحدث إن شاء الله عن هذا الأمر في غزوة ذات الرقاع، حيث يذكرون أن هذه الصلاة قد شرعت حينها، أو في غزوة الحديبية، كما سنرى، فإننا نرجئ الحديث عنها إلى هناك.
تحريم الخمر في غزوة بني النضير:
قال اليعقوبي وغيره: ".. وفي هذه الغزوة شرب المسلمون الخمر، فسكروا: فنزل تحريم الخمر " (2) وقال ابن الوردي: " نزل تحريم "

(١) الجامع للقيرواني ص ٢٧٩ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٤ عن شرح صحيح مسلم للنووي، وعن أسد الغابة.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٤٩ وراجع: تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ١٩٨ وراجع: السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٠٠ والجامع لأحكام القرآن ج 18 ص 7 وزاد المعاد ج 2 ص 110 ومنهاج السنة ج 4 ص 173.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 191 193 ... » »»
الفهرست