الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ١٨٠
وذكرت حوادث أخرى في شأن نزول الآية، فلتراجع في مظانها (1).
ودعوى البعض: جواز تكرار النزول (2)، تحتاج إلى إثبات.
وثانيا: إن سورة المائدة كانت من آخر ما نزل على النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فلا يعقل أن يحتفظ بهذه الآية عدة سنوات، معلقة في الهواء، حتى تنزل سورة المائدة، فيجعلها فيها (3).
وثالثا: إنهم يقولون: إن سورة المائدة قد نزلت دفعة واحدة (4).
التربية القرانية:
إن من الأمور الظاهرة لكل أحد: أن القرآن الكريم، وفي نطاق اهتمامه الكبير بتربية الإنسان، وصقل فكره، وعقله، ومشاعره، وكل مناحي وجهات شخصيته، ليجعله إنسانا واعيا، وقويا وغنيا في كل مواهبه، وطاقاته، قد اختار في أسلوبه التربوي المنحي والأسلوب الواقعي ليتصل به، ويدخل إلى حياته، ويدخل إلى حياته، وينفذ إلى شخصيته، ولى عمق وجوده، عن هذا الطريق، فإن هذا الأسلوب هو الذي يتصل بالعقل، فيعطيه وضوحا ووعيا وأصالة، ويتفاعل مع الشعور ليمده بالحيوية والفاعلية،

(١) راجع: الدر المنثور ج ٢ ص ٢٦٥ و ٢٦٧ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٤.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٤.
(٣) راجع: الدر المنثور ج ٢ ص ٢٥٢ عن أحمد، وأبي عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه، والنسائي، وابن المنذر، والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في سننه، والترمذي وحسنه، وسعيد بن منصور، وابن جرير.
(٤) الدر المنثور ج ٢ ص ٢٥٢، فإنهم قد صرحوا بتاريخ نزول سورة المائدة، وصرح بأنها قد نزلت دفعة واحدة كل من: أحمد، وعبد بن حميد، والطبراني، وابن جرير، ومحمد بن نصر في الصلاة، وأبي نعيم في الدلائل، والبيهقي في شعب الإيمان.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست