الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ١٣٩
حتى نزلوا على حكمه.
فابن أبي لا ينصر حلفاءه، ومن كان يمنعه من الناس كلهم، ونحن لم نزل نضربه بسيوفنا مع الأوس في حربهم كلها، إلى أن تقطعت حربهم، فقد محمد فحجز بينهم. وابن أبي لا يهودي على دين يهود، ولا على دين محمد، ولا على دين قومه، فكيف تقبل منه قولا قاله؟
قال حيي: تأبى نفسي إلا عداوة محمد وإلا قتاله..
قال سلام: فهو والله جلاؤنا من أرضنا إلخ.. " (1) ويلاحظ من كلام سلام: أنه كان يشك في نوايا عبد الله بن أبي تجاههم.. ومما يؤكد هذه التهمة قول الواقدي بعد ذكره إرسال ابن أبي إلى قريظة يطلب منهم نصر إخوانهم من بني النضير، ورفضهم لذلك:
" فيئس ابن أبي من قريظة، وأراد أن يلحم الأمر فيما بين بني النضير، ورسول الله، فلم يزل يرسل إلى حيي، حتى قال حيي: أنا أرسل إلى محمد اعلمه: أنا لا نخرج من دارنا ومن أموالنا إلخ... " (2).
فصدق الله العظيم.
وصدق رسوله الكريم " صلى الله عليه وآله وسلم ".
وصدق أمير المؤمنين علي " عليه الصلاة والسلام " وصدق الأئمة من ولده صلوات الله عليهم أجمعين.
يخربون بيوتهم بأيديهم:
هناك أقوال كثيرة في بيان المراد من قوله تعالى عن بني النضير:

(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٦٩ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٤.
(2) مغازي الواقدي ج 1 ص 368.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست