وقال جل وعلا: (ألم تر ان الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه) (1).
فكل ما تقدم يشير بوضوح إلى أن هذه المخلوقات تملك حالة شعورية وادراكية معينة وليست مجرد جمادات أو حيوانات خاوية من ذلك بصورة نهائية.
وهذا ما يفسر لنا أننا نجد ان الله قد تعاطى معها بطريقة تكسر هذا الفهم وترسخه ولا تبقي مجالا لأي تشكيك أو ترديد فيه.
نماذج حية من تسخير الموجودات العاقلة:
فإذا كان الله سبحانه قد سخر المخلوقات لهذا الانسان واتضح ان هذه المخلوقات تمتلك صفة الشعور والإدراك ولها أعمال عقلانية ومرتبط بالشعور ومستنده إليه فإننا نذكر هنا نموذجا قرآنيا حيا وواقعيا لهذا التسخير تجلت فيه طريقته وأبعاده ومجالاته بصورة ظاهرة حيث ذكرت الآيات ان الله سبحانه قد سخر الريح والطير والجبال والجن لسليمان وداود عليهما السلام بالإضافة إلى هيمنتهما بدرجة ما على نواميس الطبيعة التي تفيد الهيمنة عليها بتحقيق الغايات التي يتم بالسعي لها والتحرك باتجاهها كما أشار إليه الله سبحانه حين تحدث أنه تعالى قد الآن الحديد لداود.
فلنقرأ ذلك كله بالآيات التالية:
قال تعالى: (وسخرنا مع داود الجبال يسجن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي بار كنا