بداية:
قد اتضح من كل ما ذكرناه في كتابنا هذا: أن جل إن لم يكن كل ما يذكره المؤرخون والمحدثون من نصوص وآثار يحتاج إلى تمحيص وتحقيق وفق المعايير الصحيحة التي تستطيع أن تقرب إلى ما هو الواقع والصحيح.
وليست النصوص التي نقلت لنا أحداث غزوة ذات الرقاع مستثناة من هذه الظاهرة. ولأجل ذلك، فنحن نود منها بعض نصوصها، ثم نختار بعضه لنركز الأضواء عليه، بهدف إعطاء صورة متقاربة الملامح عن الواقع والحقيقة، حسبما يتيسر لنا في هذا الظرف، فنقول:
الرصد الدقيق:
إن من الأمور الواضحة: أن ليقظة القائد الفذ، وتنبهه للأمور، وصدها بدقة ووعي، ثم قدرته على استشفاف المستقبل واستشرافه، دورا كبيرا في إحكام الأمور، وفي ترسيخ قواعد الحكم والحاكمية، ثم في إبعاد الأخطار عن المجتمع الذي يرعاه. وحسن تدبير شؤونه: وسلامة التحرك في نطاق تصريف الأمور على النحو الأفضل والأمثل.
وعلى هذا الأساس نستطيع أن نتفهم بعمق ما نشهده من مبادرات متكررة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لضرب أي تجمع أو