أنهم مقاتلون من الدرجة الأولى، وأنهم لا يهمهم شئ سوى رضا الله سبحانه...
فإن هذا الامتياز يمكن أن يصبح غير ذي أهمية، حينما يكون ثمة حصون، قادرة على جعل كل هذه الكفاءات بدون أثر ولا جدوى، وهو ما أشار إليه سبحانه بقوله: ﴿وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم﴾ (1) ومن الواضح: أن المسلمين لم يثبتوا بعد: أن لديهم قدرات، وكفاءات لمواجهة حصون اليهود، أو غيرهم.
3 - إن اليهود يعتقدون: أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم شعب الله المختار، ومعنى ذلك هو أن دعوة محمد " صلى الله عليه وآله " سوف تصبح خطرا أكيدا على امتيازهم هذا الذي يرون فيه مبرر وجودهم، ورمز كل عزتهم، وخلاصة مجدهم.
فكانوا يجدون أنفسهم ملزمين بإضعاف أمر هذه الدعوة، وإسقاطها، فقدر ما هم مكلفون بالحفاظ على حياتهم ووجودهم، وكل خصائصهم.
وهو معنيون أكثر من أي فريق آخر بذلك: لأن خسارتهم هذه الورقة، وفقدانهم هذا الأمر إنما يعني خسارتهم لكل شئ.
وما ذلك إلا لأنهم يزنون الأمور بميزان مادي بحث من جهة..
ولأن الحالة الشعورية الانفعالية قد أصبحت هي المهيمنة على كل تفكيرهم، وعلى كل تصوراتهم، وهي التي تحركهم في هذا الإتجاه تارة، وفي ذا الإتجاه أخرى.