قصور في القدرات الذاتية فقد علم سليمان منطق الطير وأوتي من العلم ما يكفيه في مهمته الكبيرة والخطيرة كما أنه لم ثمة نقص في الإمكانات المادية كما أشرنا وكان أيضا سليمان يحظى برعاية الله تعالى له ولطفه به وتسديده وتأييده إلى درجة العصمة فلم يبق والحالة هذه الا المبادرة إلى القيام بالدور المرصود له في نطاق الاستفادة الواعية والإيجابية والبناءة من كل المخلوقات المسخرة لهذا الانسان وتوجيهها لتؤدي دورها في الحياة كاملا غير منقوص..
وهذا ما حصل في الفعل فكانت المعجزة الكبرى وكان الإنجاز العظيم وهذا ما سوف يتحقق بصورة أكثر رسوخا وشموخا وعظمة في عهد ولي الأمر قائم آل محمد عليهم الصلاة والسلام إعادة توضيح وبيان:
إنه ما دام ان المفروض بالانسان هو ان يتعاطى مع جميع المخلوقات التي سخرها الله تعالى له فقد كان لا بد من أن يخضع تعامله هذا وكذلك تعامله مع نفسه ومع ربه ومع كل شئ لضوابط تحفظه من الخطأ ومن التقصير أو التعدي ولقصور الانسان الظاهر فقد شاءت الإرادة الإلهية من موقع اللطف والرحمة أن تمد يد العون له وهدايته في مسيرته الطويلة المحفوفة بالمزالق والأخطار هداية تامة تقضي به إلى نيل رضى الله سبحانه وتثمر الوصول إلى تلك الاهداف الكبرى والسامية وتحقيقها وهي اعمار الكون وفق الخطة الإلهية التي تريد من خلال ذلك بناء إنسانية الانسان وايصاله إلى الله سبحانه حيث يصبح جديرا بمقامات القرب منه تعالى حيث الرضوان والزلفى