6 - ولا نريد ان نترك الحديث عن هذه القضية دون الالماح إلى أن ذلك يعطينا درسا دقيقا ورائعا عن طبيعة العلاقات التي تربط بين القائد والزعية فهي ليست علاقات السيد والمسود والأمير والمأمور أو القوي والضعيف أوما إلى ذلك وانما هي علاقات الانسان بالانسان من خلال الاحساس بالمسؤولية والواجب الإلهي والإنساني ونزيد ذلك توضيحا حين نقول إن سلك النبي (ص) هذا من جهة ذاته ليس تواضعا منه ولا هو احسان وتفضل فقط وانما هو مقتضى إنسانيته الكاملة وهو عمل بواجبه الإلهي والإنساني وإن كان من جهة قياسه بما هو خارج عن مقام ذاته يعد من التواضع والاحسان والتفضل في أعلى درجاتها وأوضح تجلياتها وفقنا الله للسير على هدى النبوة والتأسي برسوله الأكرم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كرامة وتكريم قال الواقدي: وحدثني إسماعيل بن عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال:
لما انصرفنا راجعين (1) فكنا بالشقرة قال لي رسول الله (ص): يا جابر ما فعل دين أبيك؟!
فقلت عليه انتظرت يا رسول الله ان يجذ نخله قال رسول الله (ص) إذا جذذت فاحضرني.
قال: قلت: نعم.