دية رجلين لم يكن لهم في قتلهما يد، لا من قريب، ولا من بعيد، وينزل الوحي الشيطاني أيضا على هؤلاء ليقول لهم: إن محمدا قد فكر في ذلك، لكن راق لليهود أن يدفعوا أقل..
ولكن اليهود المظلومين (!!) الذين وقعوا في فخ الأطماع الرخيصة (!!) عادوا فاستسلموا لهذا الظلم المقيت (!!) وأعلنوا أنهم على استعداد لإعطاء جواب مرض.
ثم تعاملوا مع هذا الذي يريد أن يبتزهم بأخلاقية عالية ونبيلة، حين طلبوا منه أن يستريح، بينما كانوا يعدون له الطعام..
مزيد من التجني:
ثم يتابع هذا الحاقد كلامه عن ذكر إرسال النبي " صلى الله عليه وآله " إليهم يأمرهم بمغادرة المدينة، تحت طائلة الموت في مدة عشرة أيام، على أن يبقى نخلهم لهم: ويحتفظوا بنصف المحصول، فيقول:
" إن هذا الإنذار لا يتناسب مع الإهانة، أو الادعاءات الغامضة، بصدد خيانة مقصودة..
ومع ذلك، ذلك يمكن لهذه الادعاءات: أن لا تبدو غامضة لرجل غربي في أيامنا هذه: فقد كان الفريقان يعلمان كيف عامل بعض المسلمين كعب بن الأشرف. وكان محمد يعلم جيدا - حسب الآراء السائدة في الجزيرة العربية آنذاك - أنه إذا سنحت الفرصة المناسبة انتهزها أعداؤه، وقتلوه. وكان التأخير في إعطاء الجواب لإتاحة الفرصة لقتله، ولهذا اعتبر عملا عدائيا.. " (1)