الآية: وان جنحوا للسلم فاجنح لها) (1).
فقد جعل الله العهد الأعداء عهدا لله سبحانه..
الشرط الأساس في كل عهد:
وبعد.. فإن أمير المؤمنين " عليه السلام " قد قرر أن الشرط الأساس في كل عهد هو أن يكون " لله فيه رضا " كما ورد في عهده " عليه السلام " للأشتر " رحمه الله ".
وواضح: أن رضا الله سبحانه إنما هو في حفظ مصلحة الإسلام العليا، وكرامة المسلمين، وحريتهم في الدعوة إلى الله سبحانه بأمن ودعة واطمئنان.
وحين يكون الداعي للصلح الذي فيه رضا الله سبحانه، هو العدو فان معنى ذلك هو أن العدو قد اعترف بك، وبموقعك، وأصبح على استعداد لأن يقبل شروطك العادلة، ومعنى ذلك هو أنك تكون قد سجلت نصرا من أقرب طريق وأيسره.
وأما إذا دعاك هذا العدو إلى صلح ظالم وفيه ذل للمسلمين، ووهن على الإسلام، فإن من الطبيعي أن ترفض صلحا كهذا لأنه تسجيل إنتصار للعدو من أسهل طريق..
وثمة شرط آخر:
وثمة شرط آخر، لابد من توفره في أي عهد، وذلك من أجل أن يحتفظ بقيمته، وبفعاليته، في حسم الصراع، ثم من أجل أن لا يوجد عقد العهد ضعفا في موقف المسلمين، وفتح باب التشكيك في حقهم، أو إعطاء فرصة المناورة للباطل.