ومعنى ذلك هو أنهما قد أرادا من وراء استرضائهما إياها " عليها السلام "، هو أن يصبح بإمكانهما دعوى: أن فاطمة قد رضيت، وطابت نفسها، بل وأقرتهما على ما فعلاه وسلمت لهما بما ادعياه.
ولكن وصيتها بأن تدفن ليلا، ثم تنفيذ هذه الوصية من قبل أمير المؤمنين علي " عليه السلام " قد فوت الفرصة على كل دعوى، وسد السبيل أمام أي تزوير.
فلم يبق أمام أولئك الذين يقدسون هؤلاء الغاصبين ويؤدونهم إلا الإعلان بالخلاف، والإصرار على الباطل، بل إن بعضهم لم يستطع إخفاء ما يجنه من حقد وضغينة، فجاهر بالطعن، والإنتقاص، والنيل من مقامها، وحاول - ما أمكنه - تصغير عظيم منزلتها..
فأنكر بعضهم كونها واجبة العصمة (1) لأجل ذلك، رغم أن الكتاب العزيز قد نص على طهارتها، وعلى أنها بريئة من أي رجس أور رين...
كما أن الحديث المتواتر عن رسول الله " صلى الله عليه وآله " حول أن الله يغضب لغضبها (2) يدل على عصمتها كذلك.
لماذا لم يسترجع علي " عليه السلام " ما اغتصب؟!
وأما لماذا لم يسترجع علي " عليه الصلاة والسلام " فدكا وغيرها مما اغتصب منهم " عليهم السلام "، مع أنه كان قادرا على ذلك أيام خلافته..
فقد ذكرت الروايات الواردة عن الأئمة " عليهم السلام " الأسباب التالية: