نماذج مثيرة:
ونجد فيما حفظه لنا التاريخ من تأوهات، وصرخات مكتومة وظاهرة لبعض هؤلاء الذين كانوا يتعاطفون مع اليهود، رغم ما يرونه من غدرهم ومجانبتهم للحق - نجد - بعض ما يثير فينا عجبا لا حد له..
فإن بعض الناس الذين كنا وما زلنا نرى ونسمع لهم الكثير من المدح والثناء، والتعظيم والتبجيل، قد عبروا عن عميق احترامهم، وعن تعاطفهم مع أولئك الغدرة الفجرة، أعداء الله، وأعداء رسوله، فاقرأ النص التالي، واعجب ما بدا لك:
حسان بن ثابت يتعاطف مع اليهود:
حينما أجلى النبي " صلى الله عليه وآله " بني النضير..
" قال حسان بن ثابت، وهو يراهم وسراة الرجال على الرجال: أما والله، إن لقد كان عندكم لنائل للمجتدي، وقرى حاضر للضيف، وسقيا للمدام، وحلم على من سفه عليكم، ونجدة إذا استنجدتم.
فقال الضحاك بن خليفة: وا صباحاه، نفسي فداؤكم: ماذا تحملتم به من السؤدد والبهاء، والنجدة والسخاء.
قال: يقول نعيم بن مسعود الأشجعي: فدى لهذه الوجوه التي كأنها المصابيح، ظاعنين من يثرب. من للمجتدي الملهوف؟ ومن للطارق السغبان؟ ومن يسقي العقار؟ ومن يطعم الشحم فوق اللحم؟ ما لنا بيثرب بعدكم مقام.
يقول أبو عبس بن جبر، وهو يسمع كلامه: نعم، فالحقهم حتى تدخل معهم النار.
قال نعيم: ما هذا جزاؤهم منكم، لقد استنصرتموهم، فنصروكم على الخزرج، ولقد استنصرتم سائر العرب: فأبوا ذلك عليكم.