خلاصة أخيرة:
وأخيرا، فان المتحصل مما تقدم هو: أن النبي " صلى الله عليه وآله " قد نصب قبته في أقصى بني خطمة، وكانت نبال المحاصرين تناله، فانتقل إلى السفح، وهناك صلى بأصحابه.
وأن بني النضير كانوا أقرب إلى بني خطمة من بني قريظة..
مناقشة مع الواقدي:
ويبقى أن نشير هنا: إلى أن ما ذكره الواقدي، ودحلان، من أن المسلمين قد جعلوا القبة أولا عند مسجد بني خطمة، فلما رماها (عزوك) اليهودي بالسهم، حولت إلى مسجد الفضيخ.
أن هذا لا يصح، وذلك:
أولا: لأن مسجد الفضيخ يقع شرقي مسجد قباء، على شفير الوادي، على نشز من الأرض (1).
وقد عرفنا: أن منازل بني النضير بعيدة عن هذا الموضع جدا، كما أن فضاء بني خطمة كان بعيدا أيضا.
إلا أن يقال: إن كون مسجد الفضيخ في قباء، موضع شك، ولا يصح، وإنما هو في بني خطمة، وسيأتي ما يدل على هذا حين الكلام عن تحريم الخمر.