لماذا كان الرسول أوسيا؟:
إن النص التاريخي يقول: إن رسول " صلى الله عليه وآله " حين أراد أن ينذر بني النضير، قال: أدعوا لي محمد بن مسلمة، فحين أتى أرسله إليهم ينذرهم بوجوب مغادرتهم مساكنهم (1) ولابد لنا من وقفة هنا، لنعلم السر في اختياره " صلى الله عليه وآله " هذا الرجل بالذات - محمد بن مسلمة - ليكون رسوله إلى اليهود بني النضير، فنقول:
إن الأوس كانوا حلفاء لبني النضير (2)، ولربما كان يدور بخلدهم أن يكون للأوس دور إيجابي لصالحهم، ولا أقل من أن يكون لهم موقف فيه شئ من العطف، وعدم القسوة تجاههم..
إذا عرفنا ذلك، فإن اختيار رجل الأوس ليحمل رسالة النبي " صلى الله عليه وآله " إليهم يأمرهم فيها بالجلاء، لسوف يزيد من يأسهم، ويضاعف من تخوفاتهم وهو يمثل ضربة روحية موفقة ساهمت في المزيد من إضعاف معنوياتهم، وجعلتهم، وجعلتهم يراجعون حساباتهم بجدية، ثم يرضخون للأمر الواقع.
ويكفي أن نذكر شاهدا على ذلك: أنهم حين جاءهم محمد بن مسلمة الأوسي بالخير، قالوا: