قد ادعى البعض كابن هشام أن النبي (ص) رجع قبل ان يصل إلى دومة الجندل (1).
وقد يكون لنا الحق في أن نشك في صحة هذا القول ما دام أنه يعطي انطباعا سلبيا عن حالة المسلمين فإن الرجوع لا بد أن يكون لاحد سيبين أو وكلاهما مرفوض.
وهما:
الأول: إنه خاف من التعرض لقيصر فإنه قد راجع حساباته في الطريق فأدرك ان هذا في غير صالحة فآثر الرجوع ولو تسبب ذلك بنوع من الشعر بالضعف لدى المسلمين وسوف يؤكد ذلك هيبة ملك الروم في نفوسهم وهذا مما لا يمكن قبوله في حق النبي (ص).
الثاني: إنه قد أحس بأن المدينة تتعرض لخطر من نوع ما في حال غيابه عنها سواء من دخلها من قبل المنافقين واليهود وغيرهم ممن لم يسلم حتى الآن أو من خارجها من قبل قريش ومن معها من المشركين المتربصين حول المدينة وفي سائر المناطق.
وهذه أيضا نقطة ضعف أخرى كان من المفروض ان يكون (ص) قد حسب حسابها وأعد العدة لمواجهتها قبل ان يخرج من المدينة فلا يمكن أيضا قبول هذا السبب لما بتضمنه من سبب القصور أو التقصير - والعياذ بالله - إلى ساحة قدس النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
التوجيه الأقرب:
وإذا صح أنه رجع ولم يبلغها فالأظهر أنه قد بلغه أن أهلها قد عرفوا